[شبهة للفقيه في مجيء عمر لإحراق بيت علي (ع)، والرد عليها]
  وإن أراد بذلك النبي ÷ فنحن نوافقه على ذلك، وهو من جملة ما نحتج به عليه في أن قلب أبي بكر أشجع من قلب علي، ولا نسلم له أن أبا بكر وعمر وليا منهزمين يوم خيبر، ويوم حنين، حتى يصحح ذلك، فإذا صححه تكلمنا عليه».
  فالجواب: أن الفقيه ادعى الإشكال فيما ليس بمشكل، وهو أن المراد بالكلام هل هو علي أو هو النبي ÷، ولا شك أن المراد بذكر شدة الجأش وقوة الجَنَان هو النبي ÷ وهو جواب الفقيه عن قوله: لو كان التقدم ومصادمة الأقران يرجح أمر الخلافة لكان علي # أولى بالنبوة من النبي ÷.
  وغالب الظن أن الفقيه أورد القسمة فيما لا يحتمل، ليلزم على الكلام ما لا يلزم من قوله في الشجاعة: لم تكن لأحد من البشر، ويظن السامع أنا نعني بذلك علياً، وليوهم أنا نغلو في علي #، ولو نظر في أول الجواب لإيراده البارد وآخره لعلم أن مرادنا هوالنبي ÷.
  وأما إنكاره للهزيمة يوم خيبر؛ فقد دللنا عليها مسندة، وأما إنكاره لهزيمة أبي بكر يوم حنين فهو أيضاً ظاهر معلوم لأهل النقل، ونحن نرويه من ثلاث طرق، ونقتصر منها على طريق للاختصار، وعلى سبيل الجملة من انتهى حاله إلى أنه يناظر على أن أبا بكر وعمر أشجع من علي استُغْنِي بجهله عن مناظرته؛ لأنه دفع الضرورات، وليس الخذلان يكون إلا كذلك!
[شبهة للفقيه في مجيء عمر لإحراق بيت علي (ع)، والرد عليها]
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «كيف ساغ له مع اعتقاد هذا أن عمر جاء ليحرق عليه البيت ... إلى آخره» - فقلنا(١): إنه ساغ له أن يقول: إن عمر أطبق معه الدهما(٢) من الناس، والذين ذكرنا عدّة يسيرة، خمسة أنفار أو ستة أنفار، ومن
(١) القائل هو الإمام عبدالله بن حمزة #.
(٢) الدهماء: عامة الناس وسوادهم.