[الرابعة: تسمية أبي بكر بصاحب رسول الله ÷ - والرد عليها]
[الثالثة: الجمع بينه وبين الرسول ÷ بقوله تعالى: (هُمَا) - والرد عليها]
  «المنقبة الثالثة: قوله: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}[التوبة: ٤٠]، فذكره الله سبحانه مع رسول الله ÷ بقوله: (هما)، وجمعهما بهذه الكلمة جمعاً يدل لفظه على التشريك بينهما في النجاة؛ فقد روي أن رسول الله ÷ سمع قائلاً يقول: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى؛ فقال #: «بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى» فأنكر رسول الله ÷ قوله: (ومن يعصهما) لما جمع بينهما(١) بلفظة واحدة، وجمع الله بين أبي بكر ورسوله (بهاء) الكناية التي تدل على التشريك، فشرف الله قدر أبي بكر لجمعه مع رسوله # بقوله: (هما)».
  والجواب: أن الله تعالى جمع بين نبيه ÷ وبين أبي بكر في الكناية، فلا يخلو إما أن يريد الجمع في الفضيلة، أو في الحادثة وهي الفرار من المشركين، والكون في الغار، وما شاكله، أو لأنه يعقبه حكاية أمر آخر وهو قوله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ}[التوبة: ٤٠].
  فإن أراد أن أبا بكر شريك النبي ÷ في الفضل الذي يثبت بالنبوة؛ فهذا غلو في أبي بكر ومخرج من الدين، وإن أراد الثاني وهو الاجتماع في الغار فلا كلام، وإن أراد التقديم لكلام يتعقبه وهو قوله: {لَا تَحْزَنْ}، فقد بينا أنه ما كان ينبغي أن يحزن للوجوه الثلاثة المتقدمة وسواها.
[الرابعة: تسمية أبي بكر بصاحب رسول الله ÷ - والرد عليها]
  «المنقبة الرابعة: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ}[التوبة: ٤٠]، فذكره الله بصحبته له، وكرمه بذلك، وشرفه، دون سائر أصحابه، ولذلك كان يدعى في أيام رسول الله ÷ يا صاحب رسول الله، فيسمونه بما سماه الله به، فأي كرامة أعلى من كرامة أبي بكر،
(١) قال ¦ في التعليق: لكن تقدم لك (يحبان) أي الله ورسوله فجمعت الله ورسوله في ضمير فبئس المخاطب أنت، تمت. وأنت أيها الفقيه حذوت هنا حذو المنكر عليه فلَمْ تقل: لما جمع بين الله ورسوله.