[بيان قول الفقيه: إنه لا يسب أتباع الإمام التابع لآبائه]
[بيان قول الفقيه: إنه لا يسب أتباع الإمام التابع لآبائه]
  ثم قال: وأما قوله [أي محيي الدين]: وما عقبه من السب والأذية للزيدية، والاشتغال بالأذية - فمعاذ(١) الله أن أسب أتباع الإمام التابع لآبائه –عليه وعلى آبائه السلام - فأكون ساباً لنفسي، ولاقياً غب ذلك عند حلول رمسي.
  فأما من ادعى مذهبه، ولم يسلك طريقته ومذهبه، وخلط تربين نحاسه وذهبه(٢)، فإنا نظهر فضيحته، ونبين غشه، ولا نسلم له من ذلك ما طلبه، ونعود عليه باللوم والتعيير، مع أنا لم نأت بما يستحقه إلا بيسير من كثير، وطالما سألناهم وسألنا أصحابهم عن تصحيح اعتزائهم إلى زيد بن علي # فلم يطيقوا على الإقدام، ولزموا التأخر والإحجام، وموهوا بذكر أخبار في ذلك وأسمار على العوام؛ فعلمنا أنهم لما عجزوا عن ذلك في معزل عما قصدوه، وفي أسفل الحضيض عن علو ما أوردوه».
  فالجواب: أنه كثيراً ما يحترس في قوله: إنه لا يسب أتباع الإمام التابع لآبائه، ولا بد من البحث عن هذه الدقيقة، فنقول: ما المراد بقولك: التابع لآبائه؟ فإن زعمت أن أهل بيت النبي ÷ المتقدم كزيد بن علي –عليه وعَلَيْهم السَّلام - والمتأخر يقولون بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان، ويعتقدون مذهب الجبر، وأن الله تعالى يخلق أفعال العباد الحسن منها والقبيح، ويريد كل ظلم وقع في الدنيا وكل كفر وزور وفجور، وكل عبادة لغير الله تعالى.
  وأنه سبحانه يجوز منه أن يعذب الأنبياء بذنوب الفراعنة، ويثيب الفراعنة بثواب الأنبياء، مع بقائهم أنبياء أو فراعنة وموتهم على ذلك.
  وأنه يجوز منه أن يبعث أنبياء يدعون إلى الإلحاد والكفر والزندقة، وينهون عن التوحيد والعدل، إلى غير ذلك من فنون القبائح.
(١) بداية كلام فقيه الخارقة.
(٢) هي هكذا مرسومة في المخطوطات، وظنن في (نخ) على تربين (تبر) وترك كلمة (بين) لتصبح العبارة: تبره بين نحاسه وذهبه. اهـ ولكن التبر هو نفس الذهب، فلعل الصواب ما أثبتنا والله أعلم.