[وجه تخصيص بعض الصحابة بصفات وبيان جمع علي (ع) لجميع الصفات]
[وجه تخصيص بعض الصحابة بصفات وبيان جمع علي (ع) لجميع الصفات]
  وأما قوله في أثناء كلامه: ما فائدة هذا التخصيص الذي خصص النبي ÷ كل واحد من الصحابة بصفة.
  فالجواب: أنه ÷ حكى عن كل واحد ممن ذكره أن الغالب عليه معرفة ذلك الفن، بحيث يفضل به على سائرهم، وإن كان لكل واحد منهم نصيب في ذلك الفن أيضاً لكنه أعلى من سائرهم فيه، ولهذا ورد بصيغة أفعل المقتضية للشركة ووقوع المفاضلة، وكان علي # جامعاً لكل ما فُضّل به كل واحد منهم على أبلغ الوجوه، لكونه أقضاهم، وكانت المفاضلة بين سائرهم دونه # فيما اختص به كل واحد منهم من فنه الذي فاق من دونه، فجمعت له # الفضائل برمتها، وانقادت بأزمتها، ولله القائل فيه #:
  مَنْ فيهِ ما فِيْهِمُو مِنْ كُلِّ مَكْرُمَةٍ ... وَلَيْسَ في كُلِّهِم مَا فِيهِ مِنْ حَسَنِ
  ولله الآخر:
  ليسَ على اللهِ بِمُسْتَنْكَرٍ ... أنْ يَجْمَعَ الْعَالَمَ في وَاحِد
  ولله الصاحب حيث حكى فضله على سائرهم فقال:
  قَالَتْ أَكُلُّ الذي قَدْ قُلْتَ في رَجُلٍ ... فَقُلْتُ كُلُّ الذي قَدْ قُلْتُ في رَجُلِ
  قَالَتْ فَمَنْ هُوَ هذا القَرْم(١)، سَمِّ لَنَا ... فَقُلْتُ ذَاكَ أمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِي
  وما يستبعد الفقيه من هذا وقد روينا من طريق زيد بن علي # أن علياً # قال: (ما دخل نوم عيني ولا غمض رأسي على عهد رسول الله ÷ حتى علمت ما نزل في ذلك اليوم من حلال أو حرام، أو سنة أو كتاب، وفيمن نزل)(٢) وما ينكر وقد روي أنه # قال: (علمني رسول الله ÷ ألف باب
(١) القَرْم من الرجال: السيد المعظم. تمت معجم.
(٢) قال ¦ في التعليق: وقد مضى ذكر شواهد هذا الخبر في حاشية الجزء الثاني على ذكر الإمام له.