كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مناقشة الفقيه في سكوت علي # وأحقيته للخلافة وحاله في زمن الخلفاء]

صفحة 617 - الجزء 3


= والتبيين) على وجهها، ورواها عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال: أول خطبة خطبها أمير المؤمنين علي # بالمدينة في خلافته حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ÷ ثم قال: «ألا لا يرعين مرع إلا على نفسه، شُغِل مَنْ الجنة و النار أمامه، ساعٍ مجتهد، وطالب يرجو، ومقصر في النار، ثلاثة واثنان ملك طار بجناحيه، ونبي أخذ الله بيده لا سادس، هلك من ادعى، وردي من اقتحم، اليمين والشمال مضلة والوسطى الجادة؛ منهج عليه باقي الكتاب والسنة وآثار النبوة. إن الله داوى هذه الأمة بدوائين: السوط والسيف، لا هوادة عند الإمام فيهما، استتروا في بيوتكم وأصلحوا ذات بينكم، والتوبة من ورائكم. من أبدا صفحته للحق هلك قد كانت أمور لم تكونوا عندي فيها محمودين، أما إني لو أشاء لقلت عفا الله عما سلف. سبق الرجلان وقام الثالث كالغراب همته بطنه، ويحه لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيراً له، انظروا فإن أنكرتم فأنكروا وإن عرفتم فآزروا، حق وباطل ولكل أهل، ولئن أَمَرَّ الباطل لقديماً فعل، وإن قلَّ الحق لربَّما ولعل، وقلما أدبر شيء فأقبل، ولئن رَجَعَتْ إليكم أموركم إنكم لسعداء، وإني لأخشى أن تكونوا في فترة، وما علينا إلا الاجتهاد).

قال شيخنا أبو عثمان: وقال أبو عبيدة وزاد فيها في رواية جعفر بن محمد @، عن آبائه $: (ألا إن أبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغاراً، وأعلم الناس كباراً، ألا وإنا أهل بيت مِنْ علم الله عِلمُنا، وبحكم الله حكمنا، ومن قول صادق سمعُنا، فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا، وإن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا، معنا راية الحق من تبعها لحق، ومن تأخر عنها غرق، ألا وبنا يدرك ترة كل مؤمن، وبنا تخلع ربقة الذل عن أعناقكم، وبنا فتح لابكم وبنا يختم لابكم).

وقال ابن أبي الحديد أيضاً في شرح خطبة علي # فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان التي أولها: (والله لو وجدته قد تزوج به النساء ... إلخ)، ما لفظه: وهذه الخطبة ذكرها الكلبي مروية مرفوعة إلى أبي صالح عن ابن عباس ¥: أن علياً # خطب في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة، فقال: (ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإن الحق القديم لا يبطله شيء، ولو وجدته قد تزوج به النساء، وفرق في البلدان لرددته إلى حاله فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه الحق فالجور عليه أضيق) تمت من شرح النهج.

وقال أيضاً في شرح خطبة علي # في صفة من يتصدى للحكم وليس لذلك بأهل، التي أولها: (إن أبغض الخلائق إلى الله رجلان)، ما لفظه: وهكذا ذكر ابن قتيبة في غريب الحديث لما ذكر هذه الخطبة.

وقال أيضاً في شرح خطبته # التي أولها: (ألا وإن الشيطان قد ذمر حزبه)، ما لفظه: وقد ذكر كثيراً منها أبو مخنف.

وقال في شرح خطبة علي # التي أولها: (أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة) [رواها الإمام أبو طالب (ع) في تيسير المطالب (ص ١٨٦)]، ما لفظه: وهذه الخطبة من مشاهير خطبه # قد ذكرها كثير من الناس، ورواها أبو العباس المبرد في أول الكامل، وأسقط من هذه الرواية ألفاظاً، وزاد فيها ألفاظاً.

=