كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[طرف من أشعار الصاحب بن عباد في أمير المؤمنين (ع)]

صفحة 644 - الجزء 3

  خَرَائِداً قدْ غَنِيَتْ ... عن كُحْلِهِنَّ بِالْكُحَلْ

  سُيُوفُهَا مَاضِيةٌ ... في النَّاصِبِيْنَ لا تُفَلْ

  كَمْ مِنْ وَلِي لَكُمُ ... سَمِعَهَا وَقَدْ حَجَلْ

  وكَمْ دَعِيٌّ عِنْدَمَا ... يُنْشِدُهَا يَلْقَى الوَجَلْ⁣(⁣١)

  يَمْرَحُ مَنْ تُرْوَى لَهُ ... مِنْ غِيْرِ سُكْرٍ وثَمَلْ

  يَعْلَمُ أنَّ خَاطِرِي ... قَدْ مَاسَ فيها وَرَفَلْ⁣(⁣٢)

  إنْ قِيْلَ هَلْ تَبْغِي بِهَا ... وَسِيْلَةً قُلْتُ أَجَلْ

  أَبْغِي بِهَا وَسِيْلَةً ... لِيَومِ يَأْتِيْنِي الأَجَلْ

  وقال في مثل ذلك يذكر ما اختص به الوصي #:

  وخيرُ هذا الْخَلْقِ بَعْدَ المُصْطَفَى ... وَصِيُّهُ أزْكَى وَصِيٍّ عُرِفَا

  كَمْ كُرْبَةٍ عَنْ وَجْهِهِ قدْ كَشَفَا ... كَمْ غُمَّةٍ عَنْ نَفْسِهِ قد صَرَفَا

  لَمْ يعرفِ الأوْثَانَ والأصْنَامَا ... أَسْبَقُ مَنْ قدْ قَبِلَ الإسْلامَا

  وعَرَفَ الصَّلاةَ والصِّيامَا ... وَعَظَّمَ الْمِشْعَرَ وَالمَقَامَا

  نامَ على فِراشهِ حينَ طَلَبْ ... فَدَاهُ بالْمُهْجَةِ صِدْقاً لا كَذِبْ

  بِهِمَّةٍ مِنْ غَرْسِ عبدالمطّلبْ ... شَرَابُهُ دَمُّ العِدَا إذا طَرِبْ

  صَيّرهُ هارُونَهُ في أَهْلِهِ ... وكانَ بابَ عِلْمِهِ لِفَضْلِهِ

  ودِينهِ ونُسْكهِ وعِلْمِهِ⁣(⁣٣) ... دعاهُ للطَّيْرِ غَدَاةَ أَكْلِهِ

  وهو الذي سَلَّ بِبَدْرٍ صَارِمَهْ ... مُجَدِّلاً بِحَدِّهِ الْخَضَارِمَهْ⁣(⁣٤)


(١) الخجل (نخ).

(٢) ماس: تبختر واختال. رفل: جر ذيله وتبختر في سيره. تمت معجم.

(٣) عقله (نخ).

(٤) الخضارمة: جمع خِضرم وهو السيد الحمول أي ذو حلم. تمت قاموس.