كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[طرف من أشعار الصاحب بن عباد في أمير المؤمنين (ع)]

صفحة 646 - الجزء 3

  بُعْداً وسُحقاً لِمَن تَجَنَّبَهُ ... تَبّاً وتَعْساً لِمَن تَحَامَاهُ

  مَنْ لَمْ يُعاينْ ضياءَ مَوضِعِكُم ... فإنَّ سُوء اليقينِ أعْمَاهُ

  إنَّ عَلِياً عَلا إلى شَرَفٍ ... لو رامَهُ الوَهْمُ زَلَّ مَرْقَاهُ

  كَمْ صارِمٍ جاءَهُ على ظمإٍ ... فحينَ جَدَّ القِرَاعُ أرْوَاهُ

  كمْ بَطَلٍ رَامَهُ مصالته ... رماهُ عن بَأسِهِ وأَصْمَاهُ⁣(⁣١)

  كمْ مُحْربٍ جاء غيرَ مُكْتَرثٍ ... ألقاهُ في الأرضِ إذْ تَلَقَّاهُ

  كمْ ملكِ الموتِ تابعَ مَا ... يَرْسِمُهُ سيفهُ بِيُمْنَاهُ

  صَوْلَتُهُ في هِياجِه أَجَلٌ ... أَجَلْ فإنَّ الحُتُوفَ تَخْشَاهُ

  والقَدَرُ الحتْمُ عندَ طاعَتِهِ ... يأمرهُ دائِماً ويَنْهَاهُ

  يا يومَ بَدْرٍ إنَّ مَوْقِفَهُ ... لَيَعْرِفُ النَّاصِبونَ مَغْزَاهُ

  ويا حُنَيْنُ احْتَفِلْ لِتُنْبِي عَنْ ... مَقَامِهِ والسُّيوفُ تَغْشَاهُ

  يا أُحُدُ اشْهَدْ بِحَقِّ مَشْهَدِهِ ... وَاسْعَ لِتُفْصِحَ بِقَدْرِ مَسْعَاهُ

  يا خيبرُ انْطِقْ بِمَا خَبِرْتَ وقُلْ ... كيفَ أقامَ الْهُدى وأَرْضَاهُ

  ويا غَدِيرُ انْبَسِطْ لِتُسْمِعَهُم ... مَنْ كُنْتُ مولاهُ فهوَ مَوْلاَهُ

  ويا غَدَاةُ الكِسَا لا تَهُنِي ... عَنْ شَرْح عَلْيَاهُ إذْ تَكَسَّاهُ

  يا ضَحْوةَ الطَّيْرِ بَيِّنِي شَرَفاً ... فازَ به لا يُنالُ أقْصَاهُ

  بَراءة اسْتَعْلِمي أدَاءَكِ مَنْ ... أُبْعدَ عنه ومَنْ توَلاَّهُ

  يا مَرْحَب الكُفْر مَنْ أذاقكَ مِنْ ... حَرِّ الظّبَا ما كَرِهتَ سُقْيَاهُ


(١) رامه: الرَّوم: الطلب. تمت قاموس