كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بعض الأخبار المسندة الدالة على أن الشفاعة لا تكون لأحد من الفساق]

صفحة 666 - الجزء 3

  فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك، لا ألفيّن أحدكم يوم القيامة بفرس له حمحمة يحمله، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يوم القيامة ببعير يحمله على رقبته له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، فيقول: يا محمد أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع⁣(⁣١) يخفق فيه، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك»⁣(⁣٢).

  وبه عن معمر، عن قتادة والحسن في قوله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}⁣[الأعراف: ١٥٦]، قال: وسعت في الدنيا البر والفاجر، وهي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة.

  وبه عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «إن أقربكم مني غداً، وأوجبكم علي شفاعة، أصدقكم حديثاً، وأداكم للأمانة، وأحسنكم خلقاً، وأقربكم من الناس»⁣(⁣٣).

  وبه عن عوف بن مالك الأشجعي أنه قال للنبي ÷: أنشدك الله والصحبة، لما جعلتنا من أهل الشفاعة، فيقول: «أنت من أهل شفاعتي»⁣(⁣٤).


(١) رقاع جمع رقعة وهي ما يرقع به الخرق أو القطع، والرقعة قطعة من الورق والجلد تكتب. تمت معجم.

(٢) قال ¥ في التعليق: في تخريج أحاديث الكشاف لابن حجر في هذا الحديث ما لفظه: أصله في الصحيحين عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير عن أبي هريرة بلفظ: «ألا لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء) ... الحديث. وقال في حديث: (ألا لا أعرفن بأحدكم يأتي ببعير له رغاء ... إلخ) علي بن المديني في العلل، وأبو يعلى، والطبري من رواية حفص بن حميد عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر بهذا في حديث طويل، تمت منه.

(٣) قال ¦ في التعليق: رواه أبو طالب عن زيد بن علي عن آبائه مرفوعاً، وهو في مجموع زيد #.

(٤) قال ¦ في التعليق: وروى الإمام الموفق بالله بإسناده إلى النضر بن أنس بن مالك عن أبيه، قال: (سألت رسول الله ÷ أن يشفع لي، قال: «أنا فاعل» قلت: يا رسول الله، أين أطلبك؟ قال: «على الصراط ... إلخ» تمت).