كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إنكار الفقيه لقول الرسول ÷: «لا يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي» - والرد عليه]

صفحة 671 - الجزء 3

  فالجواب: أنه قال له صاحب الجواب: إن الأخبار في براءة أمور جلية، لا يردها إلا من أعمته العصبية، وعارض ذلك بأنه أورد حديثاً، وتكلم على معناه؛ فرأينا إعادة النظر في دامغته، ليعرف ما ادعاه، فقال [أي فقيه الخارقة] فيها: وأما ما قال في سورة براءة، وما كان من أمرها، وأنهم زعموا أن أبا بكر لما رجع كئيباً قال: يا رسول الله أنزل فيّ شيء؟ قال: «لا، ولكن أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي» أو قال: «لا يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي».

  فأقول⁣(⁣١): قد روى هذا الخبر جماعة من الثقات من رجال الحجاز، فلم يذكروا فيه أنه قال: (لا يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي)، وإنما هذا شيء جاء به أهل الكوفة عن زيد بن يثيع، وهو متهم في الرواية، منسوب إلى الرفض⁣(⁣٢).


(١) القائل فقيه الخارقة.

(٢) قال ¦ في التعليق: زيد بن يتيغ أو يتغ بمعجمة أو أثيل أو يثيع بمهملة مخضرم عن علي، وعنه أبو إسحاق وثقه ابن حبان، واحتج به الترمذي وعدداه في خيار الشيعة، انتهى من مختصر طبقات الزيدية والحمد لله.

تنبيه: اعلم أن النواصب من العامة شأنهم الرمي بالرفض لكل من فضل علياً أو روى له فضيلة كما روى البيهقي قال: سمعت المزني ينشد للشافعي ¥:

إذا نحن فضلنا علياً فإننا ... روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل

وأخرجه الحافظ ابن حجر من طريق ابن أبي حاتم: أنشدنا المزني، قال: سمعت الشافعي يقول:

تمت من نثر الدر. ... إذا نحن فضلنا علياً ... إلخ

ومن ذلك قوله فيما رواه في جواهر العقدين عن الجمال الزرندي [جواهر العقدين (ص ٢٥٤) وفيه: الولي بدل الوصي وهو في ينابيع المودة (ص ٣٥٥)]:

قالوا ترفّضْتَ قلتُ كلا ... ما الرفض من ديني ولا اعتقادي

لكن توليت غير شك ... خير إمام وخير هادي

إن كان حب الوصي رفضاً ... فإنني من أرفض العباد

ونقل البيهقي عن الربيع بن سليمان أحد أصحاب الشافعي، قال: قيل للشافعي: إن أُناساً لا يقدرون على سماع منقبة أو فضيلة لأهل البيت $، فإذا رأوا أحداً منا يذكرها يقولون: هذا رافضي ويأخذون في =