[أحاديث البكرية في عدم سد باب أبي بكر، وتضعيفها]
= وقال علي #: (إنه ÷ أخرج الناس من المسجد وتركني) أخرجه ابن المغازلي عن ابن عباس،
ونحوه من رواية الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عن نافع من طريقة ابن المغازلي بسنده إلى الباقر عن نافع، قال: (قلت لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله ÷؟ قال: خيرهم من كان يحل له ما يحل له، ويحرم عليه ما يحرم عليه، قلت: من هو؟ قال: علي، سد أبواب المسجد وترك باب علي).
وغير ذلك عن ابن عباس، وزيد بن أرقم، وجابر، وسعد، والبراء بن عازب، وأبي رافع، وعلي، وجابر بن سمرة، وأنس، وبريدة، وابن مسعود، وحذيفة بن أسيد، وعمر، وأبي ذر، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، على كثرة المخرجين وكثرة طرقهم لو لم يكن إلا قول ابن عمر: (كنا نقول خير الناس أبو بكر ثم عمر، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال ... إلى قوله: زوجه رسول الله ÷ ابنته فولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد) من رواية أحمد بن حنبل وأبي علي الصفار.
مما يعلم به وضع الأخبار في هذا لأبي بكر فساغ أن نقدح في طرقهم بما يلتزمونه من هذا الوجه، لا من حيث قدحهم في إسماعيل، انتهى ما أردت نقله على نوع من تصرف واختصار.
ولا يخفى ما في أخبار البخاري ونحوه كالطبري في تاريخه من الركاكة في ألفاظها، وما فيها من المخالفة للمعلوم من إثبات المنة لأبي بكر على الرسول ÷، والثابت من ضروريات دينه ÷ أن المنة لله ثم له ÷، قال تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ... إلخ}[الحجرات: ١٧]، فما فعله أبو بكر من أجزاء الإسلام.
مع أن المعلوم أن أبا بكر وغيره لا يبلغ ولا يقارب علياً فيما عد منَّةً من المواساة والنصرة، وتفريج كل شدة عنه ÷ قضت بذلك الآثار.
ثم قد مرت الأحاديث المستفيضة من كون علي خليل رسول الله ÷، وأنه وزيره، قال علي #: (إن خليلي ÷ قال ... إلخ) رواه الملا في الصواعق، وقد مر.
وقال عمار بن ياسر: (صدق خليلي ... إلخ) رواه أبو القاسم الطبراني، تمت كنجي، ورواه نصر بن مزاحم، تمت شرح نهج.
وكذا قال ابن مسعود لما أُخرج من المسجد: (أنشدكم الله أن تخرجوني من مسجد خليلي محمد ÷) روى ذلك الواقدي، تمت شرح نهج.
وقال أبو ذر: (قال خليلي ÷: «إذا غضبت فاقعد» أخرجه أبو طالب #.
فكيف يقول ÷: «لو كنت متخذاً خليلاً ... إلخ»؟!
وبهذا يتبين لك أن تسميتهم لكتبهم بالصحاح إنما هو اصطلاح، ولقد أحسن أبو زرعة حيث قال لمسلم: تسميه صحيحاً وتجعله سلماً لأهل البدع.
ولذا ترى القوم لا يلتفتون إلى ما خالف الصحاح أو لم يكن فيها، وإن تواتر؛ بل ولو خالف ما فيها القرآن وقضية العقل؛ خذلاناً صب عليهم لمَّا مَالُوا عن الثقل الأصغر، دعوةً قد أجيبت: «واخذل =