[دعوى الفقيه أن أتباع أهل البيت (ع) يبغضون الصحابة – والرد عليها]
  إسلامهم وعنايتهم في الإسلام، ونصرة النبي ÷، ما لم يقع من واحد منهم مخالفة على إمام الحق، أو تبديل عما فارقوا عليه النبي ÷، أو استئثار بما غيرهم أحق به، ولا دلالة مع المستأثِر بذلك يلقى الله تعالى بها تخلصه.
  وأما منقصة أهل البيت أو مذمتهم فلا تجوز، وإن أراد حكاية الحال وأنهم غلبوا على أمرهم(١)، ومنعوا منه بالشدة والعنف، وأن قيامهم في ذلك وإنكاره لا يؤمن أن يلحق الإسلام وأهله وهن أعظم مما جرى عليهم، فقد كان ذلك هو الواجب اعتقاده، ولا تصح ولايتهم إلا باعتقاد أن علياً # أولى بذلك المقام، بنص الكتاب العزيز وكلام الرسول.
  وأما خبر أبي جحيفة فقد تقدم ما يلزمه عليه، وما قابله من الاحتجاجات، التي إن نظر فيها انتفع، وإن أعرض عنها خسر خسراناً مبيناً.
[دعوى الفقيه أن أتباع أهل البيت (ع) يبغضون الصحابة – والرد عليها]
  ثم قال: «[وأما قوله [أي محيي الدين]] وإشارة إلى ظن فاسد أن أتباع أهل البيت $ يبغضون الصحابة، وليس كذلك، فكأن(٢) هذا الرجل ليس يعرف معنى الحب والبغض، وعلى اعتقاده واعتقاد فرقته أن أبا بكر وعمر وعثمان قد ظلموا علياً، وجهلوا معاني الأحاديث التي تدل على خلافته، وحكموا بأحكام باطلة، وتعدوا حدود الله، وخالفوا رسول الله، فَمُعْتَقِدُ هذا فيهم أيحبهم أم يبغضهم؟ فإن قال: إنه يحبهم مع هذا الاعتقاد الفاسد فيهم؛ كان قد ادعى خلاف الظاهر، وإن قال: إنه يبغضهم فهو الظاهر، أو كأن هذا الرجل قصد بهذا الحديث التمويه على العامة، واستمالة قلوبهم، لئلا يقال: إنه يبغض فضلاء الصحابة، أو أحداً من فرقته، فيقع النفور عنهم».
  فالجواب: أنا قد بينا أنا نحب الصحابة على ظاهر إسلامهم، وما يعرف من
(١) حقهم (نخ).
(٢) بداية كلام فقيه الخارقة.