كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[عصمة إجماع أهل البيت (ع)]

صفحة 27 - الجزء 4

  فالجواب [المنصور بالله]: أن محبة أهل البيت $ تنفع، بمعنى أنها تزيد في ثواب المطيع القائم بالفرائض، المجتنب للمحارم، وبمعنى أنها مكملة ومتممة لاستحقاق الثواب من الله تعالى في الآخرة؛ لأن من أبغضهم فهو من أهل النار، لأنه يكون مخالفاً للنصوص من الكتاب والسنة، وبمعنى أن محبهم يلطف الله تعالى له لبركة المحبة، فقد تكون سبباً لهدايته إلى فعل الطاعات واجتناب القبائح.

  وأما أنها يستحق بها الثواب، ويسقط بها جملة العقاب، مع ترك الواجبات وارتكاب المحرمات؛ فذلك باطل لا يقول به عاقل.

  وأما قوله [أي الفقيه]: قال القدري [أي القرشي]: وكذلك ما حكاه عن أهل البيت $ من أنهم يعتقدون أن نسبهم يكفيهم ويغنيهم دون الأعمال الصالحة، فأظهروا الظلم والعدوان، وفتنوا الأمة، ووقذوا أصحاب نبيها بالزور والبهتان، وآمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض، وأظهروا بعض السنة وجحدوا بعضاً ... إلى آخر ما تجاسر على روايته، واخترعه من حكايته، وما تابعه من رشق سهامه لأهل بيت النبي ÷ خاصة من أن نسبهم لا يكفيهم من عذاب الله، وما حكاه من أمره ÷ لأزواجه وأهل بيته وأقاربه بالطاعة، وأنه ÷ لا يغني عنهم من الله شيئاً.

  فالكلام عليه⁣(⁣١) مثل ما تقدم: أن ذلك منه إثم وبهتان، وكفر وطغيان، وافتراء على الأئمة الطاهرين بما لا يعتقدونه ولا يقولونه، بل هم $ أول وأولى من أقام الفرائض، واجتنب المحارم، وأزال المآثم، وجاهد على ذلك أعداء الله حتى وقع تلف النفوس الزكية في ذلك، غضباً لله سبحانه على عصاة خلقه المخالفين لأمره ونهيه.

  فكيف يستجيز أن يروي هذه الروايات، أو يطول في هذه الحكايات، التي لا


(١) الكلام للقرشي.