[عدم افتراق الكتاب والعترة (ع)]
  ادعى الإمامة وانتصب لها وبايعه أكثر المسلمين، وإمامك يدعي الإمامة بعد إمامة هذا العباسي، فبان لك أن العترة قد افترقت وأن إمامة إمامك باطلة.
  وإن كنت تريد أنها لا تفترق باجتماعها هي والكتاب فذلك صحيح، وهو معدوم في إمامة إمامك، ومؤذن ببطلانها أيضاً.
  ثم نقول: يلزمك على مقتضى قولك في هذا أن نقول في قوله ø: {لَنْ تَرَانِي}[الأعراف: ١٤٣]، إنما هي لنفي الأبد في الدنيا كما ذكرت أو ترجع فتقول: لنفي الأبد في الدارين فيلزمك ما أنكرته أولاً.
  فالجواب عن ذلك [المنصور بالله]: أن الإمام العباسي لا يكون من العترة شرعاً ولا لغة؛ أما اللغة فالعترة: الولد وولد الولد، وهو مأخوذ من العتيرة نبت بالبادية، ذكره ابن فارس في المجمل، وابن قتيبة في الغريب، وغيرهما.
  وأما الشرع: فكلام النبي ÷ في غير حديث: «اللهم إن هؤلاء عترتي أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً» يعني علياً # وفاطمة والحسن والحسين $.
  ولأنهم الذين أفعالهم تطابق الكتاب لأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وذلك معلوم في آبائهم وأبنائهم $ إلى يومنا هذا.
  ونقيض ذلك في خلفاء الفقيه الذين زعم أنهم خلفاء الله في بلاده، وأمناؤه على عباده من بني العباس، فإن المعلوم من أحوالهم ضرورة شرب الخمور، وارتكاب الفجور، ونقض العقود، والختر في العهود، وإخفار الذمة، والقتل بالتهمة، وانتهاك الحرمة، بحيث لا يمكن وليهم كتمان ذلك، فإن كتمه أخزاه الحاضر والباد، وصار هزأة للعباد.
  وأما محاولته أن أهل البيت $ يفارقون الكتاب، فذلك ما لا سبيل إليه لأنا قد بينا معنى (لن) وأنها للتأبيد معنى.
  وما حكاه من تمني الكفار للموت في النار، فمن أين أن أولئك الكفار هم