كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[عدم افتراق الكتاب والعترة (ع)]

صفحة 35 - الجزء 4

  فأما في أصول الدين فلا يختلفون، وقد ذكرنا رأي أوائلهم في الأصول، ووافقهم جميع أهل البيت $ من آل علي وآل عباس وآل عقيل وآل جعفر، ولم يخالفوا ولد الحسن والحسين @ في قول ولا فعل.

  هذا العباس ¥ كان يعتقد الإمامة في علي دون الناس، ولم يطمع بها لنفسه لكونه من أهل الفداء يوم بدر، ولمشاهدته ما كان من رسول الله ÷ في علي خاصاً في بني هاشم وعاماً مع الناس، وقد ذكرناه في الأخبار المتقدمة في الجزء الأول من جوابنا هذا، وفيما بعده من المتأخرة.

  ثم ولده عبدالله بن العباس لازم علياً # وبايعه وجاهد بين يديه، وكان منه في مال البصرة ما كفرته التوبة⁣(⁣١)، وكان أخوه عبيدالله على اليمن وقثم على مكة.


(١) قال ¦ في التعليق: توبة ابن عباس من مال البصرة عند الإمام، وقد توقف ابن أبي الحديد في أن المراد بمكاتبة علي في شأن مال البصرة هو عبدالله بن العباس؛ لأن مقامات عبدالله في شأن علي في حياته وبعد وفاته، وإجلاله له والذب عنه والانتماء إليه؛ ينافي ما قيل من المكاتبة في أخذ المال، فليبحث عن ذلك في شرح النهج. تمت كاتبه.

على أن ما رواه أبو الفرج الأصفهاني من أن عبدالله بن العباس كتب إلى الحسن بن علي في أول خلافته من البصرة ينافي أنه أخذ مال البصرة وهرب به إلى مكة. تأمل تمت.

وروى أبو عبيدة عن عمرو بن عبيد: أن ما قيل من أخذ ابن عباس للمال قول باطل، فإن ابن عباس لم يفارق علياً إلى أن قتل، وشهد صلح الحسن بن علي. وقال: وكيف يجتمع المال بالبصرة وعلي في حاجة المال، وهو يفرغ المال في كل خميس ويرشه، تمت بالمعنى من أمالي المرتضى أبي القاسم علي بن النقيب أبي أحمد ¦.

روى المرشد بالله بإسناده عن أبي صالح قال: (ذكر علي بن أبي طالب عند عائشة وابن عباس حاضر فقالت عائشة: كان من أكرم رجالنا على رسول الله ÷ فقال ابن عباس: وأي شيء يمنعه من ذلك؟ إصطفاه الله لنصرة رسوله، وارتضاه رسول الله ÷ لأخوته، واختاره لكريمته، وجعله أبا ذريته، ووصيه من بعده. فإن ابتغيت شرفاً فهو في أكرم منبت، وأورق عود، وإن أردت إسلاماً فأَوْفِر بحظه، وأجْزِل بنصيبه! وإن أردت شجاعة فنهمة حرب، وقاضية حتم، يصافح السيوف إبسالاً، لا يجد لموقعها حساً، ولا تنهنهه تعتعة، ولا تفله الجموع، والله ينجده، وجبريل يرفده، ودعوة النبي ÷ تعضده، أَحَدُّ الناس لساناً، وأظهرهم بياناً، وأصدعهم بالجواب في أسرع جواب، عظته أبلغ من عمله، وعمله يعجز عنه أهل دهره، فعليه رضوان الله وعلى مبغضيه لعائن الله). انتهى فتامل!

=