[عدم افتراق الكتاب والعترة (ع)]
  ثم أبو جعفر، بايع لمحمد بن عبدالله النفس الزكية # مع كافة بني هاشم في أيام بني أمية، ثم قامت بنو العباس طالبين بثأر زيد بن علي # وابنه يحيى # وامتنوا بذلك في أشعارهم فقال ابن المعتز:
  ونحنُ نَهَضْنا رَافِعِينَ شِعَارَنا ... بثاراتِ زيدِ الخيرِ عندَ التجارُب
  وكانت الدعوة إلى غير معين من العترة، بل إلى الرضا من آل محمد $ وبذلك قال أبو سلمة حفص بن سلمة بن سليمان، مولى السبيع، والملقب وزير آل محمد - حين أخرجها السفهاء من خراسان إلى آل العباس - ما قال كما ذكرناه في قصتهم، وكان ذلك هو السبب في قتل أبي سلمة، وكمثل ذلك قتل سليمان بن كثير وأشباهه.
  لأن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس كان داعياً لمحمد بن عبدالله النفس الزكية #، وكان اسمه مكتوباً عندهم على الأعلام، وأوصى محمد بن علي ولده إبراهيم بالدعوة، وكذلك إبراهيم أوصى بها إلى أبي العباس عبدالله الملقب بالسفاح، وكانوا لا يطمعون بها لأنفسهم أصلاً، فلا تخطر في بال إلا أن المقادير تجري بخلاف التقدير.
  فلما تمكنوا وطمعوا فيها لأنفسهم، قتلوا أولياءهم، وأساس الدولة العباسية الغدر، ومبناها على الاغتصاب كما قيل لهم في جواب القصيدة البائية:
  مِنِ ابنِ رَسُولِ اللهِ وابنِ وَصِيِّهِ ... إلى مُدْغِلٍ في عُقْدَةِ الدِّينِ نَاصِبِي
  نشا بينَ طُنْبُورٍ ودُفٍّ ومِزْهَرٍ ... وَمِنْ حِجْرِ شَادٍ أو إلى صَدْرِ ضَارِبِ
  ومِنْ ظَهْرِ سَكْرَانَ إلى بَطْنِ قَيْنَةٍ ... على شُبْهَةٍ في وَطْئِها وَشَوَائِبِ
  .. إلى قوله:
  وَقُلْتَ نَهَضْنَا رَافِعِينَ شِعَارَنا ... بِثَاراتِ زَيدِ الْخَيرِ عِنْدَ التَّجَارب