كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[معاوية الفئة الباغية]

صفحة 64 - الجزء 4

  وأما قوله [أي: القرشي]: إنه يقتل عماراً - فلم⁣(⁣١) يذكر النبي ÷ بأن معاوية الذي يقتل عماراً، ولا باشر، ولقد كان قتله كما اشتهر.

  والجواب [المنصور بالله]: أن معاوية اللعين، وإن لم يباشر قتل عمار فإنه منسوب إليه لغة وحكماً. أما اللغة: فإن ما يجري في الحرب فإنه يضاف إلى الرئيس فيقال: صنع فلان كذا في محاربته ويقول: هذا فعلنا وصنعنا، وإن تولى الفعل وباشره غيره.

  وأما الحكم: فإنه بظهوره على إمام الحق، وسل السيف في وجهه، وتجنيده لحربه، وإعطاء الأموال الكثيرة على قتله وقتاله، وقتل من معه وقتالهم، ورضاه بجميع ذلك؛ يلزمه الأحكام في الدنيا بالمدح أو الذم، وفي الآخرة بالثواب أو العقاب، بما ذكرنا من تولي فعله من تمكين أو رضا أو تخذيل أو نصرة، وهذا ظاهر؛ حتى أنه ÷ قال: «ما اغبرت قدما عبد مؤمن في سبيل الله فطعمته النار، ومن رمى بسهم في سبيل الله بلغ أو قصر كتب له عتق رقبة، وإن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: عامله وحامله والرامي به في سبيل الله» وغير ذلك، وقد وجد من معاوية اللعين أضعاف ما ذكرنا.

  وقد أضاف رسول الله ÷ قتل عمار | إلى الفئة الباغية عموماً، ومعاوية رئيسها بلا خلاف، فكيف أخرجه الفقيه برأيه الواهي، ونظره الساهي؛ لأن رسول الله ÷ أدخله والفقيه برأيه أخرجه.

  ثم قال [أي: الفقيه]: وأما قوله [أي: القرشي]: وأن الشهادة لعلي # بأنه على الحق في حرب معاوية - فلقد⁣(⁣٢) ذكرنا ذلك، ونحن نعترف به، وندين الله ø بذلك.

  فالجواب [المنصور بالله]: أنه إن لم ينقض ذلك لفظاً أو معنى فقد أصاب الحق وظفر به، ولكن ما قوله فيمن حارب إمام الحق، ما يكون حكمه وقد قضى


(١) بداية كلام الفقيه.

(٢) بداية كلام الفقيه.