كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[قتل معاوية لأصحاب النبي ÷]

صفحة 66 - الجزء 4

  والثالث: عند ذكر الشفاعة وأنها للمؤمنين دون الفجار؛ فليطالع الفقيه ذلك فلم يبعد العهد؛ بل هو قبل هذا الفصل بما يقرب منه، وفيه ما يشفي، ويغني بحمد الله ومنّه.

  ثم إذا قضى الفقيه بأن الطاعات لا يحبطها إلا الكفر، وقد علم أنا نصوم ونصلي ونجاهد الفساق على المعاصي، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، بمبلغ جهدنا وطاقتنا، ومعاص متوارثة منذ ثلاثمائة سنة وأكثر كما بلغه كانت في شَظَبْ وغيرها أزلناها، وتعرضنا للموت في إزالتها، ومنعنا أهل هذه الأراضي من سب المتقدمين على علي # بالحجة والشدة.

  وقلنا إنهم خير عباد الله بعد علي قبل التقدم على علي #، وأن فعلهم هذا لا نعلم ما حكمه عند الله تعالى، وأقمنا البرهان على ما ادعينا فيهم وفي علي #؛ فما حَسَّنَ الفقيه فينا ظناً، ولا قال: لهؤلاء طاعات لا يحبطها إلا الكفر ولم يكفروا، بل قال: إنه قد استشاط غضباً للصحابة وأنا سبَّيْنَاهُم، وهو لا يقدر على وجود ذلك منا، ولا حكايته تصدق عنا، ولكن أخرناهم عن مقام الإمامة؛ لنص الله تعالى ولنص رسوله ÷ على علي # والنص من آكد الدلالة، فقدمنا ذلك ولم نعد تأخيره لعلي # سبّاً؛ فأي فتنة أعظم من فتنة الفقيه؟

  فليتدارك نفسه من الله، ويرجع إليه سبحانه من عداوة ذرية نبيه ÷، فإنا ادعينا أنا ما ركبنا المعاصي ولا آباؤنا، وهذا الكتاب يتناسخ عندنا في بلادنا مع من يعرفنا في حال الرضاع، ثم أحوالنا إلى يومنا هذا، ولو خشينا ذلك في حكايتنا أبقينا على أنفسنا وذكرنا غير هذا.

[قتل معاوية لأصحاب النبي ÷]

  ثم قال [أي: الفقيه]: وأما قوله [أي القرشي]: قتل أفاضل الصحابة - فلسنا نسلم له قوله هذا؛ بل قد قُتل بينه وبين علي # جماعة من الصحابة، وأفاضلُهم أبو بكر وعمر وعثمان، كما قدمنا، واستدللنا على ذلك في رسالتنا الدامغة وفي هذه.