[فضيلة عظيمة لمن ذكر فضيلة من فضائل أمير المؤمنين #]
  ففي هذا الحديث قطع على استحقاق معاوية اللعنة، بوجوه منها: تقدمه على الإمام المنصوص عليه الحسن بن علي ولد رسول الله ÷، وهو ولد عدو الله وعدو رسوله محزب الأحزاب.
  ومنها: أن سفيان قال بين يدي الحسن بن علي: اللعين بن اللعين، والحسن معصوم، فأقره على ذلك ولإقراره حكم.
  ومنها: قول رسول الله ÷ في معاوية: «لا ينظر الله إليه» ومن لم ينظر الله إليه فهو ملعون بالاتفاق.
  ومنها: أن الأكل بلا شبع صفة أهل النار؛ لأن القنوع رأس الإيمان.
  وبالإسناد المتقدم إلى المرشد بالله # قال: أخبرنا القاضي يوسف بن رباح الحنفي بقراءتي عليه في جامع الأهواز، قال: حدثنا علي بن الحسين بن بندار الأذني بمصر قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الفضل الأنطاكي بأنطاكية، قال: حدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي، قال: حدثنا عبدالله بن عمر، قال: نُعي الحسن إلى معاوية، وعبدالله بن العباس بباب معاوية فحجب ابن عباس حتى أخذ الناس مجالسهم، ثم أذن له فقال: أعظم الله أجرك يا ابن عباس.
  قال: فيمن؟ قال: في الحسن بن علي. قال: إذاً لا يزيد موته في عمرك، ولا يدخل عمله عليك في قبرك، فقد فقدنا من هو أعظم منه قدراً، وأجل منه أمراً، فأعقبنا الله عقبى صالحة، وخرج ابن عباس ¥ وهو يقول:
  أَصْبَحَ الْيَومَ ابنُ هندٍ شَامتاً ... ظَاهِرَ النَّخْوَةِ أَنْ مَاتَ الْحَسَن
  وَلَقَدْ كَان عَلَيْه عُمْرُه ... مِثْلَ رَضَوى وثَبِيرٍ وحَضَن
  فَارْبِع اليَّوْمَ ابنَ هندٍ آمناً ... إنّما يَقْمِصُ بِالعِيرِ السِّمَن
  واتَّقِ الله وأَظْهِرْ تَوْبَةً ... إنَّمَا كَان كَشَيءٍ لَمْ يَكُن