كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[قتل حجر بن عدي وأصحابه]

صفحة 134 - الجزء 4

  والثالث: أنه جعل النكير على الكافة الإمام والمأموم، فطلب الجاني وغيره، وعمهم بالحرب، وهذه ظلمات بعضها فوق بعض.

  والعجب من هذا الفقيه المخذول عن التوفيق، الذي ادعى لهم ما يهون أمر خلافهم، مما زعمه شبهة لهم، فزاده ذلك وإياهم عاراً وناراً؛ لأنهم ضموا بزعمه اعتقاداً قبيحاً إلى فعل القبيح، وذلك يضاعف لهم العقاب، ولو كان الجهل بقبح ما فعله العاصي عذراً بادعائه أن له شبهة؛ لكانت شبهة من قال في عبادة الأصنام: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}⁣[الزمر: ٣]، مهونة لما وقعوا فيه من الكفر والشرك، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

[قتل حجر بن عدي وأصحابه]

  ثم قال [أي: الفقيه]: وأما ما ذكر من حجر بن عدي - رحمة الله عليه - وأنه قتل لما لم يلعن علياً # فلا مستند له إلا ما أخذه من التاريخ، وقد ذكر محمد بن جرير الطبري في تاريخه وهو من جملة أهل العلم والورع والدين، أن جماعة من قريش وغيرهم منهم إسحاق بن طلحة بن عبيدالله، وموسى بن علي وإسماعيل بن طلحة، والمنذر بن الزبير، وعمارة بن عقبة بن أبي معيط، وعمر بن سعد بن أبي وقاص، وعامر بن مسعود بن أمية بن خلف، ومحرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس، وعبيدالله بن مسلم وشعبة الحضرمي، وعفاق بن شرحبيل بن أبي رهم، ووائل بن حجر الحضرمي، وكثير بن شهاب بن حصين، وجماعة عدهم سبعين⁣(⁣١) رجلاً شهدوا⁣(⁣٢) بأن حجر بن عدي خلع الطاعة،


(١) قال ¥ في التعليق: منهم عبد الرحمن بن هَنَّاد وقطن بن عبدالله بن حصين وحَجَّار بن أبجر العجلي وعمرو بن الحجاج الزبيدي ولبيد بن عطارد التميمي ومحمد بن عمير بن عطارد التميمي وسويد بن عبد الرحمن التميمي من بني سعد، وشمر بن ذي الجوشن العامري، وشداد ومروان ابنا الهيثم الهلاليان، ومحفز بن ثعلبة من عائذة قريش، والهيثم بن الأسود النخعي، وكان يعتذر إليهم؛ وعبد الرحمن بن قيس الأسدي، والحارث وشداد ابنا الأزمع الهمدانيان ثم الوادعيان، وكريب بن سلمة بن زيد الجعفي وعبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفري، وزَحْر بن قيس الجعفي، وقدامة بن العجلان الأزدي [انظر تاريخ الطبري (٦/ ١٨٥)].

(٢) قال ¥ في التعليق: ولفظ هذه الشهادة من أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، فأمر ابن زياد بأن يشهد =