كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[قتل حجر بن عدي وأصحابه]

صفحة 136 - الجزء 4

  أمره إلى روايته وتبين أن الفقيه لم ينصف فيما نقله من ذلك؛ بل أخذ ما يرومه عذراً لمعاوية في إقدامه على قتل حجر | وأصحابه.

  فمما ذكره: أن من جملة من شهد بتلك الشهادة الزائرة، شمر بن ذي الجوشن العامري، ومحمد بن أبي حازم بن علية البجلي - لعنهما الله - فشمر قتل الحسين # أصعب قتلة، ومحمد بن أبي حازم ممن شاهد قتله، وكان ممن طلب زياد شهادته المختار بن أبي عبيد، وعروة بن المغيرة بن شعبة فراغا⁣(⁣١) عن الشهادة.

  وكذلك شريح بن هاني الحارثي لما كتبت شهادته بغير أمره ولا محضره فقال: ما شهدت ولقد علمته صواماً قواماً، ولقد بلغني أن قد كتب شهادتي، وأكذبته ولمته.

  وحكى في هذا الكتاب عن عبيدالله بن الحسن الجعفي قال: إني والله لواقف عند باب السري بن وقاص حين مر بحجر وأصحابه، فقلت ألا عشرة رهط أستنقذ بهم هؤلاء، ألا خمسة قال: وجعل يتلهف قال: فلم يجبني أحد من الناس، قال: فمضوا بهم حتى انتهوا إلى الغريين، فلحقهم شريح بن هاني معه كتاب، فقال لكثير: بلغ كتابي أمير المؤمنين، قال: ما فيه؟ قال: لا تسلني فيه حاجتي، فأبى كثير وقال: ما أحب أن آتي أمير المؤمنين بكتاب لا أدري ما فيه وعسى لا يوافقه؛ فأتى به وائل بن حجر فقبله منه.

  ثم مضوا فلما بلغوا إلى معاوية بعث إلى وائل بن حجر وكثير بن شهاب، فأدخلهما وفض كتابهما، وقرأه على أهل الشام من زياد، وهو قريب مما حكاه الفقيه.

  ثم دفع وائل بن حجر كتاب شريح بن هاني إلى معاوية، فإذا فيه بعد : من شريح بن هانئ، أما بعد بلغني أن زياداً كتب إليك بشهادتي على حجر بن عدي، وإن شهادتي على حجر بن عدي أنه ممن يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويديم الحج والعمرة، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حرام الدم


(١) راغ الرجل والثعلب روغاً وروغاناً: مال وحاد عن الشيء. تمت (قاموس).