كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[قتل حجر بن عدي وأصحابه]

صفحة 137 - الجزء 4

  والمال، فإن شئت فاقتله، وإن شئت فدعه؛ فقرأ معاوية كتابه على وائل وكثير وقال: ما أرى هذا إلا قد أخرج نفسه من شهادتكم؛ فحبس القوم بمرج عذراء.

  وفي هذا التاريخ المذكور، أنه لما طلب كل واحد ممن حضر عند معاوية، ممن له عنده يد أن يتخلص من نقمة هلاكه من أسرى المسلمين، قام مالك بن هبيرة السكوني فقال لمعاوية: دع لي ابن عمي حجراً فقال: إن ابن عمك حجراً رأس القوم، وأخاف إن خليت سبيله أن يفسد علي مصره، فيضطرنا غداً إلى أن نشخصك وأصحابك إليهم بالعراق.

  فقال له: والله ما أنصفتني يا معاوية، إني قاتلت معك فيلقاني يوم منهم كيوم صفين، حتى ظفرت كفك وعلا كعبك، ولم أخف الدوائر، ثم سألتك ابن عمي فسطرت أو قسطت من القول بما لا أنتفع به، وتخوفت فيما زعمت عاقبة الدوائر.

  وطلب منه قتل نصفهم وإسلام النصف.

  فقال سعد بن نمران: اللهم اجعلني ممن ينجو وأنت عنه راض.

  وقال عبدالرحمن بن حسان العنزي: اللهم اجعلني ممن يكرم بهوانهم وأنت عني راض، فطالما عرضت نفسي للقتل فيأبى الله إلا ما أراد.

  فلما أحضروا من غد للقتل، قال لهم حجر: دعوني أتوضأ⁣(⁣١).


(١) قال ¥ في التعليق: فأمر معاوية بقتل ثمانية، وتخلية ستة، وأمر بعرض البراءة من علي عليهم فإن تبرأوا وإلا قتلوا، فقالوا: اللهم إنا لسنا فاعلي ذلك، فأمر بقبورهم فحفرت، وأدنيت أكفانهم، وقاموا الليل كله يصلون.

ثم قال أصحاب معاوية لهم: أخبرونا ما قولكم في عثمان.

قالوا: هو أول من جار في الحكم وعمل بغير الحق.

فقالوا لهم: تبرأوا من هذا الرجل يعنون علياً.

قالوا: بل نتولاه ونتبرأ ممن تبرأ منه فقتلوا ستة.

ثم أرسل بالعنزي إلى زياد فدفنه حياً بقس الناطف، وخلى سبيل الخثعمي، تمت من التاريخ.

أخرج السيوطي في جامعه عن حجر قال: قال لي علي: (كيف بك إذا أمرت بلعني؟ قال: وكائن ذلك؟ قال: نعم، قلت: كيف أصنع؟ قال إلعني ولا تبرأ مني، قال: فأمرني محمد بن يوسف أخو الحجاج =