[تكذيب الفقيه لعن الحسن البصري لزياد ومعاوية وسم الحسن (ع) - والرد عليه]
  ويكفيكه الله بمن قتل أباه.
  وأما ابن الزبير فإن أمكنتك الفرصة فقطعه إرباً إرباً، فإنه يجثم جثوم الأسد، ويراوغ رواغ الثعلب.
  ووصيته إلى يزيد وأمره بما ذكرنا في هذه القصة مشهور معروف، أجمع عليه أهل النقل؛ فكيف يستجيز الفقيه تجميل من هذه حاله من والد وولد، لولا قلة الدين، ومخالفة رب العالمين، ونبيه الأمين، وأهل بيته المنتجبين –صلى الله عليه وعليهم أجمعين، ولعن مبغضهم باطناً وظاهراً، وتصريحاً وتأويلاً، لعناً يبلغه أسفل السافلين في نار جهنم، وصلى الله على محمد وآله وسلم -.
  وأما تأسيسه لأمر بيعته، وأنها من قبل وفاته بخمس سنين فلسنا ننكر ذلك؛ بل كان يحاول ذلك من يوم صفى له الأمر بقتل علي بن أبي طالب، وسم الحسن #، وتعرف قصة المغيرة بن شعبة، وأن ذكره لمعاوية بيعة يزيد هو الذي رده على ولاية الكوفة، وتعرف حديث الوفود لما أوفدهم معاوية يريد إحكام الأمر ليزيد، وكلام الأحنف.
  كل هذا لا نجهله ونرويه من الطبري وغيره، ولكن الفقيه متى وجد شيئاً قطع على أن العلم قد حصر عليه وعلى ما بلغه، وأظهر أنه يحب أهل البيت $ وهو لا يعرف أسماءهم فضلاً عن أحوالهم إلا الطبقة الأولى والتي تليها.
[تكذيب الفقيه لَعْن الحسن البصري لزياد ومعاوية وسمَّ الحسن (ع) - والرد عليه]
  ثم قال [أي: الفقيه]: وما ذكر من أن الحسن البصري لعن زياداً ومعاوية، فلم يصح ذلك ولا أورده أهل الحديث، ولو صح لما كان فيه حجة، وسنورد عن الحسن حديث(١) مسند يكذب هذا الحديث، ويؤذن أنه موضوع.
  وكذلك ما ذكر من أنه دس إلى أسماء بنت الأشعث كذا وكذا ديناراً أو درهماً
(١) قال الإمام # في حاشية الأم بخط يده الشريف: كتب «حديثاً» مرفوعاً وأوردناه كما أورده. انتهى باختصار من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.