[مقارنة صلح الحسن (ع) بتوقف علي (ع) حين تفرق الناس عنه]
  أخو هوازن:
  فَإِنْ تَسْأَلِيْنِي كَيْفَ أنتَ فإنني ... صَبُورٌ على رَيْبِ الزَّمَانِ صَلِيْبُ
  يَعِزّ عليّ أن ترى بي كَآبَةً ... فَيَشْمَت عَادٍ أَوْ يُسَاءُ حَبِيْبُ
  وأما ما سمعتهم يذكرون من أن الضحاك بن قيس أغار على الحيرة فهو أذل وأقل من أن يصل إليها، أو يلتمس بجانبها، ولكنه أغار في الأنبار، فأنفذت في أثره جيشاً كثيفاً من المسلمين فلحقوه لشرقي تدمر حين طفلت الشمس للإياب، فاقتتلوا كَلاَ وَلاَ(١) فلم يصبر وولى، وقتل من أصحابه بضعة عشر رجلاً ونجا جريحاً بعد ما أخذ منه بالمخنق فَلأياً بِلأْيٍ ما نجا(٢).
  والكتاب طويل، وإنما ذكرنا هذا الكتاب لحكايتنا إطباق قريش على عداوة أهل هذا البيت $ في حياة الرسول ÷ وبعد وفاته إلا القليل، وأكبر دليل لك على ما قلنا ما تجده أنت من نفسك من العداوة لنا، والجهل بحقنا، وفرط
= فخرج)، انتهى. قاله ابن أبي الحديد |.
وقال ابن أبي الحديد وأبو جعفر الإسكافي: قريش كافة منحرفون عن علي #.
قال علي #: (كل حقد حقدته قريش على رسول الله ÷ أظهرته فيَّ، وستظهره في ولدي من بعدي، ما لي ولقريش إنما وَتَرْتُهم بأمر الله وأمر رسوله، أفهذا جزاء من أطاع الله ورسوله إن كانوا مسلمين؟!). وقال النبي ÷ لعلي #: «أخاف عليك غدر قريش»، رواه محمد بن سليمان الكوفي عن زيد بن أرقم من طريقين.
وقال له: «إن الأمة ستغدر بك من بعدي»، وقد مرّ ذِكْر من أخرجه من المحدثين في حاشية الجزء الثالث، تمت.
(١) كلا ولا: كناية عن السرعة؛ فإن حرفين ثانيهما حرف لين سريعا الانقضاء عند السمع قال أبو برهان المغربي:
وأسرع في العين من لحظة ... وأقصر في السمع من لا ولا
تمت شرح نهج البلاغة.
(٢) لأياً: مصدر محذوف العامل ومعناه: الشدة والعسر، وما بعده مصدرية، ونجا في معنى المصدر أي عسرت نجاته عسراً لعسرٍ.