كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام حسن للدامغاني وابن أبي الرجال]

صفحة 234 - الجزء 1

  كافة الناس، وأنهم أهل الكساء - سلام الله عليهم وعلى الطيب من ذريتهم - فما جاء في وجوب اتباع أهل البيت فهو عائد إليهم مقصور عليهم، وشاهد الحال ينطق بذلك فيهم؛ لأنهم أهل العلم والطهارة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، باليد واللسان، والسيف والسنان، وعندهم علم كل غريبة، وفك كل مشكلة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ٢١}⁣[الطور]، وقد شهد لهم الرسول ÷ بأنهم لا يفارقون الكتاب ولا يفارقهم إلى ورود الحوض، وميّزهم الله تعالى بآية التطهير، وفسّرهم ÷ وبين عدتهم بما تقدم من غير طريق لمَّا سُئل مَنْ أهل بيتك؟ فقال: «علي وفاطمة والحسن والحسين» $.

  وكل بيان غير تفسير الله تعالى فهو تفسير غير معتد به، فثبتت مودتهم وبثبوتها ثبتت ولايتهم، وبثبوت ولايتهم وجب الاقتداء بهم، وإذا جعل الله سبحانه وتعالى أجر رسول الله ÷ من الأمة في السفارة بينه تعالى وبين خلقه، وأجر


= مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ}⁣[يوسف: ٣٥]، وفي ذلك أوجه من الإعراب منها أن يكون الفاعل ضمير مصدر تبين، ويهدي، وبدأ، والجملة مفسرة للضمير المقدر، ومنها ما اختاره ابن هشام وثعلب وغيرهما أن الفاعل الجملة المذكورة؛ لأنهم يجيزون أن يكون الفاعل جملة مطلقاً حتى أجازوا نحو: أعجبني تقوم، وأجاز ذلك جماعة منهم الفراء مشروطاً بكون المسند فعلاً قلبياً وباقترانها بأداة معلقة نحو: ظهر لي أقام زيد وعلم هل فعل عمرو صحح ذلك ابن هشام، لكن مع الاستفهام خاصة دون سائر المعلقات، وعلى أن الإسناد إلى مضاف إلى الجملة نحو: ظهر لي، جواب: أقام زيد؟ أي جواب القائل، ولا بد من تقديره دفعاً للتناقض؛ إذ ظهور الشيء والعلم به منافيان للاستفهام لكن لما حذف وأقمت الجملة مقامه جعل الإسناد إليها فإن كان المعلق الاستفهام فالتقدير ما سبق، وإن كان غير استفهام نحو: ظهر لي ما قام زيد؛ فيقال: مضمون ما قام زيد أي انتفى قيام زيد. أفاده الدسوقي.

هذا، فيقال هنا مثل ذلك فعلى الوجه الأخير وهو المختار يكون التقدير تقرر جواب من أهل البيت فاسم الاستفهام الذي هو (من): مبتدأ، وأهل البيت: خبره، والجملة في محل خفض بإضافة المقدر الذي هو الفاعل في الحقيقة أي جواب من أهل البيت وبعد حذفه جعل الإسناد إلى الجملة لإقامتها مقامه.

وأما قوله #: المطهرين؛ فالظاهر في إعرابه الرفع ومع ثبوت نصبه يكون على الاختصاص هذا الذي يظهر في هذه العبارة. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.