كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[نقل فقيه الخارقة لكلام القرشي في حصر الإمامة في البطنين، ورده عليه]

صفحة 222 - الجزء 4

  $ من سائر الناس فبطل وبقي هذا المنصب الشريف - فأقول: أول ما في هذا أنه قال: بنى سؤاله على أصلين؛ ثم قال: والغلط الثاني وهذا غلط، فلو قال على غلطين، لصح أن يقول والغلط الثاني، أو على أصلين لقال وأما الأصل الثاني؛ لكني قد عرّفتك أولاً أن هذا الرجل لا يدري ما يقول.

  وأما قوله: والمراد أنه لا دليل يدل على جوازها في غيرهم - فأقول: هذه دعوى باطلة؛ لأنه لم يذكر دليلاً عليها وأنها محصورة فيهم دون غيرهم من سائر قريش، بل زعم الإجماع ولا إجماع، ونحن قلنا: إن الخلافة في قريش لا تعدوهم إلى غيرهم، واستدللنا بقول النبي ÷: «الأئمة من قريش» وبقوله: «قدموا قريشاً ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها»⁣(⁣١)، وبقوله ÷:


(١) قال ¥ في التعليق: تأمل إلى شدة عناد المخالفين للعترة $، كيف يستدلون على أن الإمامة في قريش بما يروونه آحاداً من أنه ÷ قال: «قدموا قريشاً الخ»، ولا يلتفتون إلى حديث الثقلين المتواتر الذي فيه: «قدموهم ولا تقدموا عليهم الخ»، وأنه دليل على أن الإمامة في العترة.

ثم كيف يقدر صحة مثل هذه الأحاديث في قريش، وهم منحرفون عن علي # قاطبة؟ قال أبو جعفر الإسكافي، وابن أبي الحديد: فهم منافقون بالنص المتواتر من قوله ÷: «لا يبغضك إلا منافق»، والمعلوم من حالهم معاداة رسول الله ÷، ومعاداة أقاربه.

وقد مر أن العباس شكاهم إلى رسول الله ÷، فقال ÷: «والله لا يؤمنوا حتى يحبوكم لله ولقرابتي»، ومرَّ ذكر من أخرجه من المحدثين في حاشية الجزء الثالث.

فلم يتم إسلامهم إلا النزر اليسير؛ ولذا قال ÷ لعلي #: «أخاف عليك غدر قريش» من حديث زيد بن أرقم، أخرجه محمد بن سليمان الكوفي من طريقين.

وكذا قال علي #: (فَجَزَتْ قريشاً عني الجوازي؛ فإنهم أكفأوا إنائي، وغصبوني تراث ابن أمي) من رواية إبراهيم بن سعد الثقفي. وغيره، وهو في النهج.

وقال علي # في كتابه إلى أخيه عقيل: (ألا إن قريشاً قد أجمعت على حرب أخيك إجماعها على حرب رسول الله ÷، فدع قريشاً وتِرْكَاضَها في الضلال وتجوالها في التيه).

وغير ذلك مما يعلم به أنهم أحقر من أن يقول فيهم رسول الله ÷: «قدموا قريشاً» ونحوه فإنه رسول حكيم، وإنما هذه من الأحاديث التي شكا منها الباقر #، فتأمل واعتبر، والله المستعان. تمت كاتبها.