[الرد على بقية افتراءات الفقيه التي رمى بها الإمام (ع)]
  التهجين بقوم هم عندنا خير قرون الأمة، والمتقدمون على أبينا # من خيارهم، ولو كان المقدَّم على ذلك غيرهم قطعنا به على هلاكهم، ولكن لما كبر الجرم عندنا، وعظم حالهم لدينا؛ وكلنا أمرهم في ذلك إلى الله تعالى، لتميزهم على سائر الأمة.
  وعندنا أن خصال الفضل قد اجتمعت فيهم، وعلي # أفضل منهم، هذا مذهبنا وديننا الذي ندين الله به، ولا نحابي المخلوقين فيه؛ فأين هذا من التهجين؟
  وأما الطعن عليهم، وعلى سائر الأمة المعصومة - فلم نطعن عليهم إلا بما لا ينكرونه في وقتهم، ولا ينكره معتقد إمامتهم من بعدهم، وهو التقدم على أمير المؤمنين علي # وقد ورد فيه من الله تعالى ومن رسوله ÷ ما ورد؛ فأي عتب علينا في هذا.
  وأما قوله: عتبنا على سائر الأمة المعصومة - فإن أراد جملة الأمة فمعاذ الله أن يكون ذلك، وكيف ونحن منهم وسادتهم، وكيف نطعن على أنفسنا.
  وإن أراد على أكثرهم، فنحن لأكثرهم ذامون، ولعملهم قالون، إلى يومنا هذا، وما حمدنا من كان في وقت الحسين # ممن أظلته السماء إلا من كان على رأيه، وله عذر عند الله سبحانه أو قتل بين يديه، وليس أكثر الأمة بمعصوم أيها الفقيه، فغلطت أيها الفقيه بذكر المعصومين(١) فتيقظ لموضع الإلزام إن كنت ممن لا يقطره الزحام(٢).
  وأما قولك: لا نسلم أن من ذهب إلى هذا تجب محبته - فالحق لا ينبني على تسليمك، إنما ينبني على الدليل، وقد بينا لك مذهبنا بدليله فإن نقضته بدليل
(١) المعصومة (نخ).
(٢) هذا مثل يضرب لمن فيه ضعف قال الشاعر:
أقول لمحرز لما التقينا ... تنكب لا يقطرك الزحام