كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رواية القاسم (ع) والأمير الحسين (ع) لحديث: لا تصلوا علي الصلاة البتراء]

صفحة 258 - الجزء 4


= أبي هريرة، وحديث زيد بن خارجة الأنصاري، وحديث عبدالله بن مسعود.

[رواية القاسم (ع) والأمير الحسين (ع) لحديث: لا تصلوا علي الصلاة البتراء]

قلت وبالله التوفيق: هذه شواهد تدل على صحة ما رواه القاسم بن إبراهيم # في كتاب الكامل المنير، فإنه روى بصيغة الجزم عن النبي ÷ أنه قال: «لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء؛ فقيل: يا رسول الله وما الصلاة البتراء؟ قال: أن تصلوا عليَّ وحدي، ولكن صلوا عليّ وعلى أهل بيتي فقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

وروى الأمير الحسين في الشفاء بصيغة الجزم أيضاً عن علي كرم الله وجهه أنه قال سمعت رسول الله ÷ يقول: «إذا صليتم عليَّ فصلوا على آلي معي، فإن الله لا يقبل الصلاة إلا مع آلي».

وقال القاضي عيا ض في الشفاء ما لفظه: وفي حديث أبي جعفر عن ابن مسعود عن النبي ÷ قال: «من صلى صلاة لم يصل فيها عليَّ وعلى أهل بيتي لم يقبل الله منه»، انتهى.

وقول الإمام #: (والزيادة بالسنة) على جهة المجاراة، وإلا فإن الظاهر أن الآية كالمجملة، وأن السنة هي المبينة لها، ولذا قالت الصحابة: قد عرفنا السلام فكيف نصلي عليك يا رسول الله فيكون معنى قوله تعالى {صَلُّوا عَلَيْهِ}⁣[الأحزاب: ٥٦]، أي قولوا: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد» إلى آخر ما في الروايات، فتكون الصلاة المأمور بها هي ما بينه النبي ÷ لنا.

قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ... إلخ}⁣[النحل: ٤٤]، ولو كان الأمر بالصلاة في الآية بيناً لما سألت الصحابة عن كيفيتها، ولما قررهم النبي ÷ على قولهم إنهم لم يعرفوا معناها، المفهوم من سؤالهم، ومع هذا فلا زيادة بالسنة أصلاً.

ثم ولو كانت زيادة فكيف وقد قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ... إلخ}⁣[الحشر: ٧]، إن في هذه لذكرى لمن كان له قلب، وإنه لا يشاغب في مثل هذا إلا من كان متوغلاً في النصب والله المستعان، تمت.

وقولنا عن الإمام الزيادة يعني قوله: (وتلحق الذرية بالخبر ... إلخ) تمت كاتبها.

وحديث كعب بن عجرة قال لما نزلت {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ ... إلخ}⁣[الأحزاب: ٥٦]، قلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال قولوا: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... إلخ»، رواه أبو علي الحسن بن علي الصفار بإسناده إلى كعب في كتابه الأربعين، تمت.

وعنه ÷ «ما من دعاء إلا وبينه وبين السماء حجاب حتى يصلى على محمد النبي ÷ وعلى آل محمد، فإذا فعل ذلك انخرق الحجاب ودخل الدعاء، وإذا لم يفعل ذلك رجع الدعاء» [أمالي أبي طالب (ع) (ص ٣٥٢)] أخرجه الإمام أبو طالب عن علي # مرفوعاً تمت.

وروى القاضي عياض عن علي أيضاً نحوه مرسلاً تمت من الشفاء له.

=