[تعليقات الإمام (ع) على ألفاظ القصيدة]
  قلنا، وقد أوضحنا ذلك في الجزء الأول من كتابنا هذا.
  قال: وبغضهم كفر وزندقة، وقد صح بالضرورة أن معاوية، ويزيد، ومن حذا حذوهم من بني أمية يبغضهم، وعتب حيث كفرناهم، لأنه قد أجمع على أن معاوية كان يلعن علياً، واللعن البغض وزيادة فقال: هو كفر وزندقة فلم يف بذلك.
  وقال: ومن يكن من بنيهم تابعاً لهم، والمعلوم من حال الأبناء اتباع الآباء على الضلال، فضلاً عن الهدى، وقد شهد لهم النبي ÷ أنهم لا يفارقون الكتاب وهو الهدى والشفاء، وهم أحد الثقلين المخلفين في عباد الله وبلاده، لا يفارق أحدهما صاحبه.
  وإنما يخالف أباه منهم، من اتبع اللذات، وآثر الشهوات؛ فأما في الاعتقاد فما اختلفوا من لدن رسول الله ÷ إلى الآن، إلا أن يكون في مسألة اجتهادية مما يجوز الخلاف فيها مع إجماعهم في الفقه على أصول خالفهم فيها فقهاء العامة، كالتكبير خمساً على الجنائز، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، والتأذين بحي على خير العمل ... إلى غير ذلك مما قد ذكرناه.
  ثم قال: ومن يخالف فذنب ليس يغتفر، وعنده أن المغفرة والشفاعة لا تكون إلا لأهل الكبائر والمخازي والمعاصي؛ ثم جعل أن فضيلتهم أن ذنبهم لا يغفر.
  ونحن نروي بالإسناد الموثوق به إلى النبي ÷ أنه قال في حديث طويل: «لن يبلغوا الخير حتى يحبوكم لله ولقرابتي، أترجو سلهب شفاعتي ويحرمها بنو عبد المطلب»(١) فرسول الله ÷ قرب، والشاعر الذي قال لا يحسن الشعر
(١) [أخرج حديث (لن يبلغوا الخير حتى يحبوكم لله ولقرابتي): بلفظ: (لا يدخل قلب امرءٍ الإيمان ... إلخ): أحمد في المسند (٤/ ١٦٥) رقم (١٧٥٥٠) والفضائل (٢/ ٩١٨) رقم (١٧٥٧) والطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٨٥) رقم (٧٦٤) وأخرجه الإمام المرشد بالله (ع) في الخميسية (١/ ١٥٤)].
(*) قال ¥ في التعليق: عنه ÷: «والله إنهم لا يبلغون الخير أو الإيمان حتى يحبوكم لله ولقرابتي» أخرجه الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس وأخرجاه عن عائشة، تمت وقد مر.
=