[ذكر أهل البيت (ع) في الصلاة والفرق بين القرابة والصحابة]
  فضيلة مطهري الكساء.
  ثم ذكر في مناقضته الطعن، ولم يجر لموجبه ذكر، فإن كان تفضيل أهل البيت $ طعناً على أبي بكر وعمر فذلك ما لا يأسوه الجابر، ولا يقيسه المساير؛ بل هو كطعنة الثابر(١):
  طعنتُ ابنَ عبدِالقيسِ طَعْنَةَ ثَابرِ ... لها نَفَذٌ لَوْلا الشُّعَاعُ أضاءَها
  ولسنا نشك أن الشيخين من مضر بل هما أمس رحماً من النسبة التي أنهاها إليه الشاعر، أبو بكر يلقى رسول الله ÷ في مرة، وعمر في كعب، وعثمان أمسّ منهما قرابة؛ لأنه من بني عبد مناف، ولكن عثمان لم يُعطَ ولا أهل بيته من بني عبد شمس وبني نوفل شيئاً من سهم ذوي القربى.
  ولما أعطى رسول الله ÷ بني المطلب مع بني هاشم، جاءه بنو عبد شمس وبنو نوفل فقالوا: يا رسول الله هذه بنو هاشم قد فضلها الله بك؛ فما بال بني المطلب، أعطيتهم ونحن وهم في القرب سواء؟ فقال لهم: «إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام».
  فلو كانوا قد درسوا على الفقيه لم يسلموا الفضل لبني هاشم بقرابة النبي ÷ فقد رأيت ذلك، وأمرت الشاعر يعتبر ولم يدر بماذا يعتبر.
  ولسنا ننكر كونهم من قريش ولا نجهله؛ بل نحن أعرف الناس بأنسابهم وأحوالهم، لأنهم قومنا ونحن سادتهم، وكذلك فضائل عثمان لا تنكر، ولم نعب عليهم إلا تقدمهم على علي مولاهم بنص رسول الله ÷.
  وأما أنهم الهداة إلى دين النبي ÷ فلسنا ننكر حقهم ولا سبقهم، ولكن من تمام الهداية دلالتهم للناس على باب المدينة، ليدخلوا المدينة من بابها، ولا يأتونها من ظهورها فيتعدوا حكم الله ø فرسول الله ÷ مدينة العلم
(١) ثبرت القرحة: انفتحت. انتهى من القاموس.