[جواب الإمام # على الفقيه وتبيين مراتب الصحابة]
  والضلال، من غير بصيرة ولا اعتلال، ولولا ما نرجوه من رجوعك عن التمادي في هذه الطريقة والظن لأخذك لنفسك بالوثيقة، ما كان لحكاية هذه الأمور وجه يُصْرَف إليه، والله سبحانه يتولى هداية من استهداه، ويعين على الخير من طلبه وهداه، بمنه ورحمته إن شاء الله تعالى.
  فأقول [أي: الفقيه] وبالله التوفيق: أما ما ذكرت من الحديث في محبة أهل البيت وموالاتهم، فقد بينا من تجب موالاته ومحبته.
  والحديث الثاني: «من كان في قلبه مثقال حبة من خردل عداوة لي ولأهل بيتي» فهو لازم لهذا القائل؛ لأذاه لأصحاب النبي ÷، وقد قال ÷: «من آذاهم فقد آذاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن سبهم فقد سبني».
  ولعداوته للإمام العباسي، وهو من أهل البيت، مع صحة إمامته، وتقدم دعوته، ووجوب طاعته، فهو الذي لا يجد رائحة الجنة إن شاء الله تعالى، إن لم يتب من مذهبه السوء.
  وأما ما زعم أنه أهداه من النصيحة في محبة إمامه وموالاته؛ فلو علمت أنه يقبل الهدية ويحب النصيحة، لنصحته في محبة أبي بكر، وعمر، وعثمان بما هو أنفع من محبة الذي يزعم أنه إمام، وأنه تجب طاعته لكونه من أهل البيت $ ويغفل عما في ضمن ذلك من الأمور والأحكام.
[جواب الإمام # على الفقيه وتبيين مراتب الصحابة]
  فالجواب [المنصور بالله]: أنه قد جعل علامة الذي تجب محبته من أهل البيت أنه من اتبع الحق واعتقده، ولم يبين ذلك، وقد كررنا المطالبة بمعنى ما أراده فقلنا له: تريد بالحق اعتقاد التوحيد والعدل، وتنزيه الله سبحانه عن القبائح والمخازي والفضائح، وتعتقد صحة إمامة أمير المؤمنين علي # بعد النبي ÷ بلا فصل، وصدق وعد الله تعالى ووعيده؟
  أو تريد ضد ذلك، وهو من يعتقد أن الله تعالى يخلق القبائح، ويخلف في وعيد