كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تكرار الفقيه المطالبة بالاعتزاء إلى زيد بن علي (ع) - والرد عليه]

صفحة 284 - الجزء 4

  ذلك مراراً، وذكرناه أسفاراً.

  وأما ما ذكره من إمامة العباسي، فذلك ينبني على ثبوت طريق الإمامة فيه، وقد بينا أنها في ولد فاطمة & خاصة، وسيقف على طريقته وأكثر أهل بيته مفصلاً إن شاء الله تعالى، فقد جعلناها في أول جزء من هذا الكتاب.

[تكرار الفقيه المطالبة بالاعتزاء إلى زيد بن علي (ع) - والرد عليه]

  ثم قال [أي الفقيه]: وأما ما ذكر⁣(⁣١) من أن مالكاً والشافعي وأبا حنيفة كانوا أتباعاً لأئمة الهدى، وذكر أن أبا حنيفة كان من أصحاب زيد بن علي # وأنصاره - فلقد طالبنا إمامه بإلصاق مذهبه بزيد بن علي من جهة يصح بها النقل، فلم يجد إلى ذلك سبيلاً، فأي فرج له في قيام أبي حنيفة مع زيد بن علي، أو مع إبراهيم بن عبدالله، مع كونهما مخالفين لإمامه في الاعتقاد.

  فلقد كنا طالبناه بصحة الاعتزاء إلى زيد بن علي # ثم طالبناه أيضاً بأن يحيى بن زيد، وإبراهيم بن عبدالله، ومحمد بن عبدالله كانوا على مذهبه واعتقاده.

  فالجواب [المنصور بالله]: أنه كثيراً ما يحكي أنه قد طالب بصحة الاعتزاء إلى زيد بن علي # وقد ذكرنا فيما تقدم ما تلزم به معرفة الاعتزاء إلى كل إمام، فما كان يعتزي به إلى الشافعي فمثله جوابنا في الاعتزاء إلى زيد بن علي.

  وهذه مسألة غريبة استحدثها الفقيه، فأعجب بها وكررها لخروجها عن باب أهل العلم؛ لأن أحداً قبله لم يقل للزيدية: لستم ترون برأي زيد، ولا للشافعية: لستم تذهبون مذهب الشافعي.

  وذكرنا أيضاً مذهبه ومذهب كثير من أولاده وأهل بيته –عليه و $ - مما يخالف الفقيه وأهل مذهبه مما يقف عليه، أو يقف عليه من إن قبله سعد، وإن رده صار حجة عليه إن شاء الله تعالى.


(١) أي الشيخ محيي الدين القرشي ¦.