كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رواية الإمام لبعض أخبار صفين]

صفحة 289 - الجزء 4

  قال أحمد بن حنبل: لو قُرِئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه⁣(⁣١)؛ فهذا كلام أحمد بن حنبل، لم يعلم منه في إسناد أحد من أهل العلم مثل هذا الكلام والتعظيم، ولسنا ننفي أنه ممن يقول بإمامة أبي بكر وعمر، ولكنا ذكرناه لأن الظاهر من أهل العلم وإن خالفونا في الاعتقاد لا يرون بداً من تعظيمنا وتعظيم سلفنا - سلام الله عليهم - في كل وقت وفي كل عصر.

  وهذا الخبر الذي رواه علي بن موسى الرضا @ مخالف لمذهب أحمد بن حنبل.

  ورواية أبي الطاهر: «لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمن من عذابي» فلم يقابله أحمد بمثل مقابلتك بأن هذا كذب؛ بل عظم الخبر والمخبر.

[رواية الإمام لبعض أخبار صفين]

  وأما روايتنا عن علي # في أمر صفين والجمل، والخلاف بين حكميهما؛ فلم يختلف في ذلك أهل البيت $ عموماً ولا خصوصاً، ولا أشياعهم وأتباعهم من العلماء، ولم يأخذ الفقهاء من أهل البيت $ ولا من علماء العامة أحكام قتال أهل البغي إلا من سيرة علي # لأن رسول الله ÷ قاتل الكفار ثم بعده قاتل أبو بكر أهل الردة، ثم عمر قاتل فارس والروم وعلي # قاتل الناكثين، والقاسطين، والمارقين، وهؤلاء من أهل الإسلام كلهم، فلم تعرف أحكامهم إلا من جهته #.

  ونحن نروي أحكامهم عنه # بالأسانيد الصحيحة في أصول الأحكام


(١) [أخرجه المرشد بالله (ع) في الخميسية (١/ ٢٤) إلا أنه روى نحو كلام أحمد بن حنبل عن أبي الصلت الهروي، وذكر كلام أحمد بن حنبل عقيب حديث (لا إله إلا الله حصني ... إلخ)، (١/ ٢٤)].

(*) قال ¥ في التعليق: ورواه الشيرازي في الألقاب عن عائشة ذكره الحسين بن القاسم @ في شرح الغاية. وكذا قال الشافعي | في مثل هذا الإسناد وفيه: هذا سند لو قرئ على مصروع لأفاق رواه الكنجي مرسلاً في مناقبه تمت. بل قاله في حديث موسى بن جعفر عن آبائه عنه ÷: «من أحب هذين يعني الحسنين @ وأباهما وأمهما كان معي في درجتي في الجنة»، وقد مر ذكره في حاشية الجزء الثاني، تمت.