كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[نقل الفقيه لكلام القرشي وذكر ما عابه على رسالته الأولى وجواب الفقيه عليه]

صفحة 309 - الجزء 4

  وأما ما حاوله من تكذيب الله ø في قوله: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ ...} الآية [التوبة: ١٠٠]، وغيرها من الآيات في الصحابة عموماً، وفي أبي بكر خصوصاً.

  وتكذيب رسوله فيما أخبر به من قوله: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة» وكذا باقي العشرة.

  وبقوله المشهور عنه الذي لا يحتاج إلى إسناد لشهرته، الذي روي عن أبي سعيد الخدري من غير طريق، قال: قال رسول الله ÷: «إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما يرى الكوكب الطالع من الأفق في آفاق السماء، وأبو بكر وعمر منهم وأنعما» فيدل على كفره بالله ø ورسوله، وعلى فساد سريرته، وفساد طويته.

  ثم يقال له: أخبرنا من المؤمنون الذين أخبر الله ø عنهم بقوله: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ..} الآية [الفتح: ١٨]، أبو بكر وعمر منهم أم لا؟ وهل أوحي إليك أنه أنزل عليهم سخطاً بعد هذا الرضى أم لا؟

  وأخبرنا من السابقون الأولون من المهاجرين أهم هؤلاء أم غيرهم؟ فإن كانوا هؤلاء فكيف شهد الله بأنه رضي عنهم، ورضوا عنه، وأنه أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها؟ ثم يجوز أن يتغير حالهم مع إخبار الله ø بما يؤول إليه أمرهم.

  وإن قلت: هم غيرهم؛ فأخبرني من هم؟ ولن تجد ذلك أبداً.

  ثم أخبرني ما معنى قول النبي ÷: «أبو بكر في الجنة» أتريد أنه في ذلك الوقت في الجنة؟ فهذا معلوم بالمشاهدة خلافه، ولم تخلق الجنة بعد عندك.

  أم تريد بهذا الإخبار عما يؤول إليه أمره؛ فكيف يتغير إخبار النبي ÷ بتغير حاله، فيكون النبي ÷ قد كذب في هذا على أصلك، أو نطق عن