كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام # على كلام الفقيه في ثبوت المدح للصحابة ووجوب بقائهم عليه]

صفحة 311 - الجزء 4

  من التمويه والتزييف، وما ركنت إليه من الاعتقاد السخيف.

  فإن كان هذا مذهب إمامك فليكن كما قال الله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}⁣[القصص: ٤١]، وإن لم يكن هذا مذهبه، فقد كان ينبغي لك أن لا تخالفه.

  وأما ما أومى إليه من العصمة، فقد استدللنا على بطلانها في الرسالة الأولى وفي هذه من قول من ادعى العصمة له، ولا شهادة في هذا أزكى من شهادته، لولا التعلل بما لا يفيد، ودفع الحق بالضلال البعيد.

[جواب الإمام # على كلام الفقيه في ثبوت المدح للصحابة ووجوب بقائهم عليه]

  والجواب [المنصور بالله]: أنه لما جرى من صاحب الرسالة الرادعة⁣(⁣١) التأنيس والتقريب والحث على تجميل الأمر لمن لم يعرف حاله، رد الكلام إلى أمر أبي بكر وحمل أمره وخلافه على أمير المؤمنين # على السلامة، وهذا مخالف لما ذكره له؛ فإن أمر أبي بكر في التقدم على علي # قد ظهر أنه مخالف⁣(⁣٢) لكتاب الله تعالى وكلام النبي ÷ الدالين على أنه # أولى بذلك المقام، على ما قدمنا ذلك مبرهناً.

  وأكثر ما في أمر أبي بكر بعد وقوع الخطأ منه أنه لا يتعجل حكم خطأه بغير دليل، بل نقف في حكمه، ونرده إلى الله ø.

  وأما قوله في تكذيب الله تعالى ورسوله ÷ - فذلك لا يجوز.

  وأما إشارته بذلك إلى الترضية عن الثلاثة من جملة الصحابة والتابعين - فلم ننكر ذلك، وكذلك ما ورد من تعيينهم واستحقاقهم للجنة حالة الإخبار، والأعمال بخواتيمها على ما قدم ذلك صاحب الرسالة فلم يأت له بجواب عنه وهو لا يجده أبداً.

  وأما قوله: أخبرني ما معنى قول النبي ÷: «أبو بكر في الجنة» أتريد أنه في ذلك الوقت في الجنة فهذا معلوم بالمشاهدة خلافه، أم تريد ما يؤول إليه أمره؟


(١) هي رسالة الشيخ محيي الدين القرشي | ردَّ بها على رسالة الفقيه الأولى والتي أسماها الدامغة.

(٢) في نسختين خطيتين: مخالفة.