كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إبطال الإمام # لاستدلال الفقيه بآية (ستدعون) و (من يرتد) إمامة أبي بكر]

صفحة 334 - الجزء 4

  إلى قتال الكفار بقوله تعالى: {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}⁣[الفتح]، قال: وقد دل الدليل الذي لا يدفع بأن أبا بكر الصديق هو الذي قاتل المرتدين بعد النبي ÷.

  فالجواب: أنا لا نسلم له أن الآية نزلت في أبي بكر قطعاً، فإن الروايات قد كثرت في ذلك، وقد بينا صحة طريق روايتنا لأقوال المفسرين قبل هذا.

  وعلى أنا نروي التفسير الجامع للأقوال، وهو التهذيب تصنيف الإمام الحاكم أبي سعيد المحسن بن كرامة الجشمي | فإنه جمع فيه أقوال المفسرين، ما نعلم أنه شذّ منها شيء.

  وروايتنا له من طريقين إحداهما: من طريق القاضي الأجل شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى - رضوان الله عليه - وهو يرويه عن أبي جعفر الديلمي، وهو يرويه عن ولد⁣(⁣١) الحاكم، عن أبيه.

  والطريق الأخرى عن الفقيه الحافظ تاج الدين أحمد واسمه زيد أيضاً بن أحمد بن الحسن البيهقي يرويه عمن يبلغ به الحاكم المصنف.

  وأما استشهاده بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ}⁣[المائدة: ٥٤]، قال: وهذه صفة أبي بكر وصفة من جاهد معه المرتدين.

  فالجواب: أنه اعتمد في إضافة نزول الآية في أبي بكر على مذهبه دون أن يذكر له طريقاً جملة، ونحن نحكي ما صح عندنا من ذلك، أخبرنا الشيخ محيي الدين محمد بن أحمد بن الوليد القرشي - طول الله مدته - وأخبرنا الشيخ حسام الدين الحسن بن محمد بن الحسن الرصاص | وأخبرنا الشيخ عفيف الدين حنظلة بن الحسن بن شبعان | واتفقوا جميعاً، قالوا: أخبرنا القاضي الأجل


(١) اسمه: محمد بن المحسن. تمت.