كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان حكم علي (ع) في أهل الجمل]

صفحة 343 - الجزء 4

  لأخبرتكم بخراب العرصات العامرة⁣(⁣١) عِرصة عِرصة، ومتى تخرب ومتى


(١) قال ¥ في التعليق: روى أبو مخنف قال حدثنا إسماعيل بن خالد عن قيس بن أبي حازم، وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وروى جرير بن يزيد عن عامر الشعبي، وروى محمد بن إسحاق عن حبيب بن عمير قالوا جميعاً: لما خرجت عائشة وطلحة والزبير من مكة إلى البصرة، طرقت ماء الحوأب وهو ماء لبني عامر بن صعصعة، فنبحتهم الكلاب، فنفرت صعاب إبلهم، فقال قائل منهم: لعن الله الحوأب فما أكثر كلابها. فلما سمعت عائشة ذكر الحوأب، قالت: هذا ماء الحوأب؟ قالوا: نعم. فقالت: ردوني ردوني، فسألوها ما شأنها ما بدا لها؟ فقالت: إني سمعت رسول الله ÷ يقول: «كأني بكلاب ماء يدعى الحوأب قد نبحت بعض نسائي»، ثم قال لي: «إياك يا حميراء أن تكونيها». فقال لها الزبير: مهلاً يرحمك الله فإنا قد جزنا ماء الحوأب بفراسخ كثيرة، فقالت: عندك من يشهد بأن هذه الكلاب النابحة ليست على ماء الحوأب، فلفق لها الزبير وطلحة خمسين أعرابياً جعلا لهم جعلاً فحلفوا لها وشهدوا أن هذا الماء ليس بماء الحوأب، فكانت هذه أول شهادة زور في الإسلام، فسارت عائشة لوجهها. انتهى. تأمل قوة أسباب التوفيق للتوبة! والله أعلم، تمت.

ولما كان طلحة والزبير قد قربا من البصرة أرسل عثمان بن حنيف عامل علي # على البصرة أبا الأسود الدؤلي وعمران بن حصين الخزاعي فوصلا إليهم، وقالا للزبير كلاماً، فقالا: جئنا للطلب بدم عثمان، وندعو الناس أن يردوا الخلافة شورى، فقال: إنك وصاحبك وعائشة كنتم أشد الناس على عثمان، وأما إعادة الأمر شورى فكيف وقد بايعتم علياً طائعين غير مكرهين، وأنت أبا عبدالله لم يبعد العهد بقيامك دون هذا الرجل يوم مات رسول الله ÷ وأنت آخذ سيفك تقول: ما أحد أحق بمقام رسول الله ÷ منه ولا أولى به منه)، رواه الكلبي عن ابن عباس، تمت.

وروى السيوطي حديث: (أصحاب الجمل ملعونون على لسان محمد ÷) وغيره ذكره محمد بن عبدالله الوزير |.

ورواه صاحب (المحيط بالإمامة) بسنده عن أم هاني قالت: (لقد علم من جرت عليه المواسي أن أصحاب الجمل ملعونون على لسان النبي الأمي محمد ÷ وقد خاب من افترى).

قال أبو مخنف في كتاب وقعة الجمل إن علياً # قال: (إن صاحبة الجمل لتعلم وأولو العلم من أصحاب محمد ÷ أن أصحاب الجمل ملعونون على لسان محمد ÷ فاسألوها عن ذلك، وقد خاب من افترى. فقال له الزبير: يا أبا الحسن كيف ملعون من هو من أهل الجنة؟ قال: لو علمت أنكم من أهل الجنة ما قاتلتكم. قال له الزبير: أما علمت أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل روى لعثمان بن عفان أن رسول الله ÷ قال: «عشرة في الجنة ...» قال علي #: قد سمعته يحدث عثمان في خلافته. قال الزبير: أفتراه كذب على رسول الله ÷؟ قال له علي: لا أحدثك حتى تسميهم لي. =