[فائدة]
  الفيء، ويذكرون أن كل من قاتلنا فهو وأهله وماله وولده لنا؛ وقام رجل من بكر بن وائل يدعى عباد بن قيس وهو ذو عارضة ولسان فقال: يا أمير المؤمنين والله ما قسمت بالسوية، ولا عدلت في الرعية.
  فقال علي: لم ويحك؟ قال: لأنك قسمت ما في العسكر، وتركت الأموال والنساء والذرية. فقال علي #: من كانت به جَرَبَة فليداوها بالسَّمْن. فقال عباد: جئنا نطلب غنائمنا فجاءنا بالترهات.
  فقال علي #: إن كنت كاذباً فلا أماتك الله حتى تدرك غلام ثقيف. فقال له رجل من القوم: ومَنْ غلام ثقيف يا أمير المؤمنين؟ فقال: رجل لا يدع لله حرمة إلا انتهكها. قال: فيموت أو يقتل؟ قال: بل يقصمه قاصم الجبارين بمرض يحترق منه دبره لكثرة ما يجري من بطنه، يا أخا بكر أنت امرؤ ضعيف الرأي، أوَما علمت أنا لا نأخذ الصغير بذنب الكبير، وأن الأموال كانت لهم قبل الفرقة، وتزوجوا على رِشْدة، وولدوا على الفطرة، وإنما لكم ما حوى عسكرهم، وما كان من دورهم فهو ميراث بين أولادهم وذراريهم، فإن عدى علينا منهم أحد أخذناه بذنبه، وإن كف عنا لم نحمل عليه ذنب غيره. والكلام طويل وإنما نأخذ منه موضع الحجة.
  يا أخا بكر أيكم يأخذ أمه عائشة بسهمه؟ فقالوا: لا أينا يا أمير المؤمنين أصبت وأخطأنا، وعلمت وجهلنا، ونحن نستغفر الله؛ وتنادى الناس من كل جانب: أصبت يا أمير المؤمنين أصاب الله بك الرشاد والسداد. فقام عمار بن ياسر فقال: أيها الناس إنكم والله إن تبعتموه وأطعتموه لن(١) يضل بكم منهاج نبيكم قيس شعرة، وكيف يكون ذلك وقد استودعه رسول الله ÷ علم المنايا والوصايا، وفصل الخطاب، على منهاج هارون بن عمران.
(١) لم (نخ).