كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[من الأولى بالأمر بعد رسول الله ÷؟]

صفحة 377 - الجزء 4

  الساقة سويد بن مقرن؛ فما طلع الفجر إلا وهم والعدو في صعيد⁣(⁣١) واحد، وما سمعوا للمسلمين همساً ولا حساً حتى وضعوا فيهم السيوف، فاقتتلوا أعجاز ليلتهم، فما ذر قرن الشمس حتى ولَّوهم الأدبار، وقتلوهم وغلبوهم على عامة ظهرهم، وأتبعهم أبو بكر حتى نزل بباب القصة وكان أول الفتح، وأجابهم المسلمون عن⁣(⁣٢) أشعارهم بأشعار؛ منها:

  أقَمْنَا لَهُم عَرْضَ الشّمالِ فكُبْكِبُوا ... كَكَبْكَبَةِ الأَنْحَاءِ بَرْكاً على الوَفْرِ

  فما صَبَرُوا للحربِ عِندَ قِيَامِها ... صُبَيْحَة يسمو بالرِّجالِ أبو بكرِ

  طَرَقْنَا بني عبسِ بِأَدْنَى نِبَاحها ... وذِبْيَان نَهْنَهْنَا بقَاصِمَةِ الظهر

  فقيل: إن الأبيات لزيادة بن حنظلة التميمي؛ فهاتان خرجتا أبي بكر في جماعة من حضرة المسلمين فكيف يخرج وحده.

[مَن الأولى بالأمر بعد رسول الله ÷؟]

  وأما قوله [أي الفقيه]: لولا قيام الصديق لما تمكن الأمر - فمن⁣(⁣٣) قولنا: كان الأولى أن يسلم ذلك الأمر إلى الصديق الأكبر، الطاهر المطهر، ليث النزال، وبحر النوال، وسهم النضال، وغوث الموال، أَمَسَّ الناس برسول الله ÷ رحماً، وأشدّهم عنه دفاعاً، وأنكاهم في العدوّ، وأجراهم مقدماً، وأيمنهم نقيبة، ما هزم جيشه هزيمة صادقة إلا ركد في أمواجها حتى تعود الجولة صولة إلى أن لقي الله تعالى.

  فأما القوم - أعني أهل الردة - فكانت مسائلهم مختلفة، ووفودهم متباينة الأهواء؛ أما مسيلمة فطلب أن يُعْتَرف بنبوته ويترك نصف الأرض التي نزل بها


(١) بصعيد (نخ).

(٢) على (نخ).

(٣) بداية جواب الإمام #.