[ضم أبي بكر وعمر إلى جيش أسامة]
[ضمّ أبي بكر وعمر إلى جيش أسامة]
  فإن قلت: إنه لما اختاره ÷ لموضعه، وإقامته في الصلاة مقام نفسه، في مرضه الذي قبض فيه؛ دل هذا الفعل مع هذه الأقوال على أنه يريد تقديمه على الإمامة.
  فجوابنا: أن تقديمه ÷ الغير في الصلاة في حال الصحة، إذا لم تدل على إمامته لم تدل عليها أيضاً في حال المرض، فلا تأثير للمرض في ذلك، ولو كان الفعل هذا والحال هذه يدل على الإمامة لكان ما فعله ÷ مع أسامة من عقد الأمارة له، وضم أبي بكر وعمر إليه وجعلهما رعية له، وحثهما على الخروج تحت رايته، في مرضه الذي قبض فيه، وتشديده ÷ في ذلك بأن يدل على الإمامة أولى.
  بل نقول: إن الأولى من هذا القول بالحق وأقرب منه إلى الصواب، ما حُكِي عن بعض الشيعة أنه كان يقول: إن في ضم رسول الله ÷ لأبي بكر وعمر إلى جيش أسامة وأمره لهما بالخروج من المدينة في مرضه الذي قبض فيه، وحثه على ذلك، وتأكيد القول فيه حتى رُوِى أنه ÷ كان يقول متى أفاق: «جهزوا جيش أسامة».
  ولما جاءه أسامة مستأذناً له في الإقامة إلى أن ينكشف أمره ÷ لم يأذن له في ذلك، وحرّض عليه في الخروج دلالةً واضحة على أنه ÷ قصد بذلك إبعادهما من المدينة، لئلا يكون منهما عقيب موته ÷ سعي في صرف الأمر عن خليفته.
  وقد قال الناصر للحق الحسن بن علي # أنه لو كان لما قالوه أصل؛ لكان أبو بكر يحتج بذلك يوم السقيفة، كما يحتج بما رواه عن النبي ÷ من قوله: «الأئمة من قريش»(١).
(١) قال ¥ في التعليق: في ذهني أن ابن أبي الحديد انكر احتجاج أبي بكر بحديث الائمة من قريش، وقال: لو كان له أصل لاحتج به أبو بكر على الأنصار يوم السقيفة مع أنه قد روي في الصحيح ... إلخ فيحمل قول الناصر للحق #: كما يحتج ... إلخ أي: كما يزعم من روى أنه احتج بقوله ÷: «الأئمة من قريش» لا أنه جزم بذلك الناصر #.