كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[استدلال الفقيه بخبر صلاة أبي بكر بالناس على إمامته]

صفحة 396 - الجزء 4

  قال: ثم أغمي عليه وأفاق فقال: «حضرت الصلاة؟» قالوا: نعم، قال: «مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس» فقالت عائشة: إن أبي رجل أسيف، إذا قام مقامك يبكي فلا يستطيع فلو أمرت غيره.

  قال: ثم أغمي عليه فأفاق فقال: «مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف - أو صواحبات يوسف -» فأمر بلال فأذن وأمر أبو بكر فصلى بالناس.

  ثم إن رسول الله ÷ وجد خفة فقال: «انظروا إلى من اتكئ عليه» فجاءت بريرة ورجل آخر⁣(⁣١) فاتكأ عليهما فلما رآه أبو بكر ذهب لينكص، فأومأ إليه أن يثبت مكانه حتى قضى أبو بكر صلاته.

  وبالإسناد عن محمد بن الحسين الآجري، قال: أخبرنا إبراهيم بن موسى الجوزي، قال: حدثنا زهير المروزي، قال: حدثنا عبدالله بن نفيل، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني الزهري، قال: حدثني عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عبدالله بن زمعة بن الأسود قال: لما استعر⁣(⁣٢) برسول الله ÷ وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة، قال: «مروا من يصلي بالناس».


= ÷] ومع هذا خرج له البخاري! وقال الذهبي: متقنا ثبتا! وقال معاذ بن معاذ: لا أعلم أني رأيت شامياً أفضل منه [البخاري التاريخ الكبير (٣/ ١٠٣)]. وقال أبو داود: سألت أحمد عنه فقال: ثقة ثقة ثقة [انظر الجرح والتعديل (٣/ ٢٨٩) وقال في معرفة الثقات (١/ ٢٩١): شامي ثقة وكان يحمل على علي وقال صاحب المغني (١/ ١٥٤): ثبت لكنه ناصبي]. وكذا وثقه ابن معين، وجماعة، وقال أبو حاتم: لا أعلم بالشام أثبت منه [الميزان (٢/ ٢١٩)] فأين يتاه بأصحابنا ممن مال إلى العامة، ويعول على زخارفها ثم مع ذلك يزعم أنه على دين آل محمد ÷، كيف ومن سَوَّدَ فقد شرَّك؟ وقد قال ÷ للعباس يوم بدر لما اعتذر: «ظاهرك علينا»، نعوذ بالله من الخذلان واتباع الهوى.

(١) قال ¥ في التعليق: لعله لم يكن أحد من بني هاشم، ولا من غيرهم موجوداً في تلك الحال فألجأت الضرورة إلى بريرة؟! أبا الله إلا أن تظهر أمارة الوضع والافتراء؛ تمت.

(٢) استعر: أي اشتد؛ تمت نهاية.