[استدلال الفقيه بخبر صلاة أبي بكر بالناس على إمامته]
  قال: ثم أغمي عليه وأفاق فقال: «حضرت الصلاة؟» قالوا: نعم، قال: «مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس» فقالت عائشة: إن أبي رجل أسيف، إذا قام مقامك يبكي فلا يستطيع فلو أمرت غيره.
  قال: ثم أغمي عليه فأفاق فقال: «مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف - أو صواحبات يوسف -» فأمر بلال فأذن وأمر أبو بكر فصلى بالناس.
  ثم إن رسول الله ÷ وجد خفة فقال: «انظروا إلى من اتكئ عليه» فجاءت بريرة ورجل آخر(١) فاتكأ عليهما فلما رآه أبو بكر ذهب لينكص، فأومأ إليه أن يثبت مكانه حتى قضى أبو بكر صلاته.
  وبالإسناد عن محمد بن الحسين الآجري، قال: أخبرنا إبراهيم بن موسى الجوزي، قال: حدثنا زهير المروزي، قال: حدثنا عبدالله بن نفيل، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني الزهري، قال: حدثني عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عبدالله بن زمعة بن الأسود قال: لما استعر(٢) برسول الله ÷ وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة، قال: «مروا من يصلي بالناس».
= ÷] ومع هذا خرج له البخاري! وقال الذهبي: متقنا ثبتا! وقال معاذ بن معاذ: لا أعلم أني رأيت شامياً أفضل منه [البخاري التاريخ الكبير (٣/ ١٠٣)]. وقال أبو داود: سألت أحمد عنه فقال: ثقة ثقة ثقة [انظر الجرح والتعديل (٣/ ٢٨٩) وقال في معرفة الثقات (١/ ٢٩١): شامي ثقة وكان يحمل على علي وقال صاحب المغني (١/ ١٥٤): ثبت لكنه ناصبي]. وكذا وثقه ابن معين، وجماعة، وقال أبو حاتم: لا أعلم بالشام أثبت منه [الميزان (٢/ ٢١٩)] فأين يتاه بأصحابنا ممن مال إلى العامة، ويعول على زخارفها ثم مع ذلك يزعم أنه على دين آل محمد ÷، كيف ومن سَوَّدَ فقد شرَّك؟ وقد قال ÷ للعباس يوم بدر لما اعتذر: «ظاهرك علينا»، نعوذ بالله من الخذلان واتباع الهوى.
(١) قال ¥ في التعليق: لعله لم يكن أحد من بني هاشم، ولا من غيرهم موجوداً في تلك الحال فألجأت الضرورة إلى بريرة؟! أبا الله إلا أن تظهر أمارة الوضع والافتراء؛ تمت.
(٢) استعر: أي اشتد؛ تمت نهاية.