[استدلال الفقيه بخبر صلاة أبي بكر بالناس على إمامته]
  قال عبدالله بن زمعة: فخرجت وإذا عمر بن الخطاب في الناس، وكان أبو بكر غائباً فقلت: يا عمر قم فصل بالناس، فقام فكبر فسمع رسول الله صوته –قال: وكان عمر ¥ رجلاً مجهراً - فقال النبي ÷: «فأين أبو بكر، يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون»(١) قال: فبعث إلى أبي بكر بعدما صلى عمر تلك الصلاة وصلى بالناس.
  قال عبدالله بن زمعة فقال لي عمر: ويحك ما صنعت بي يا ابن زمعة، والله ما ظننت حين أمرتني أن أصلي بالناس إلا أن رسول الله ÷ أمرك بذلك، ولولا ذلك ما صليت بالناس.
  فقلت: والله ما أمرني رسول الله ÷، ولكن حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة، وقد روى هذا الحديث من غير طريق.
  وبسندي المتقدم إلى محمد بن الحسين الآجري، قال: حدثنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن عبدالحميد الواسطي، قال: حدثنا محمد بن رزق الله الكلوداني، قال:
(١) قال ¥ في التعليق: وقد مر أن ابن أبي الحديد عد هذا الحديث من موضوعات البكرية ليقابلوا به حديث: «ائتوني بدواة وكتاب ... إلخ». وكذا وضعوا في خلة أبي بكر، وسد الأبواب إلا بابه ليقابلوا بذلك ما روى في علي. وكذا الحديث في أبي بكر وأنه ÷ قال: «ائتوني بكتاب أكتب لكم - إلى أن قال: يأبى الله والمؤمنون الا أبا بكر» أخرجه أحمد، وفي سنده عبدالرحمن بن أبي بكر القرشي، قال البخاري: هو ذاهب الحديث، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أحمد: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك. وأخرج أحمد أيضا حديث: «ادعوا لي أبا بكر كيلا يطمع في أمر أبي بكر طامع، أو يتمنى متمن ... الخ». في سنده مؤمل بن إسماعيل، وعائشة. قال أبو حاتم فيه: شديد في السنة - يعني في ميله إلى شيعة القاسطين، صدوق، كثير الخطا. وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: في حديثه خطأ كثير. قال الزهري في عائشة: إني لأتهمها في بني هاشم [انظر الكاشف (٢/ ٣٠٩) تهذيب الكمال (٢٩/ ١٧٨) من تكلم فيه (١/ ٣٦٩)، الجرح والتعديل (٨/ ٣٧٤) لسان الميزان (٧/ ٤٠٦)]. تمت مناقب للسيد العلامة عبد الله بن الهادي حماه الله، والحمد لله.
نعم، فلعل عبد الملك ابن أبي بكر المذكور هنا في سند الفقيه هو عبدالرحمن بن أبي بكر القرشي المقدوح فيه فيكون تارة يقال له عبدالملك، وتارة عبد الرحمن، أو ثَمَّ تصحيف، تمت كاتبها.