[استدلال الفقيه بخبر صلاة أبي بكر بالناس على إمامته]
  حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا سفيان بن حنين، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: لما مرض رسول الله ÷ مرضه الذي مات فيه أتاه بلال فآذنه بالصلاة فقال له: «يا بلال قد بلّغت، من شاء فليصل ومن شاء فليذر» فقال له: يا رسول الله فمن يصلي بالناس؟ قال: «أبو بكر مروه فليصل بالناس».
  قال: فلما تقدم أبو بكر ليصلي كُشِفَت الستورُ عن رسول الله ÷ فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء عليه خميصة سوداء، فظن أبو بكر أنه يريد الخروج فتأخر، فأشار إليه رسول الله ÷ أن مكانك.
  قال: فصلى أبو بكر، قال: فما رأيت رسول الله ÷ حتى مات من يومه ذلك.
  قال محمد بن الحسين: وحدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف، قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبدالرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك، قال: لما كان يوم الاثنين كشف النبي ÷ سترة الحجرة فرأى أبا بكر وهو يصلي بالناس قال: فنظرنا إلى وجه النبي ÷ كأنه ورقة مصحف وهو يتبسم.
  قال: فكدنا أن نفتتن في صلاتنا فرحاً برؤية النبي ÷ قال: فأراد أبو بكر أن ينكص، قال: فأشار إليه أن كما أنت، قال: ثم أرخى الستر فقُبض من يومه(١).
  قال محمد بن الحسين: وحدثنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن عبدالحميد الواسطي، قال: حدثنا محمد بن رزق الله الكلوداني، قال: وحدثنا الحسين بن علي الجعفي، قالا: حدثنا زائدة بن قدامة، عن عبدالملك بن عمير، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: مرض رسول الله ÷ فاشتد مرضه فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» فقالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل
(١) من يومه ذلك (نخ).