كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بطلان أخبار صلاة أبي بكر بالناس]

صفحة 400 - الجزء 4

  وسَبَقْهُ، فلا بدّ من التنبيه على اختلالها، واضطراب أقوال رجالها، لما نبينه من اختلال ألفاظها ومعانيها، وتهور صورها ومبانيها.

  فنقول: أما الحديث الأول فأنهاه إلى سالم بن عبيد قال فيه: أغمي على رسول الله ÷ في مرضه فأفاق وقال: «حضرت الصلاة؟» فقالوا: نعم، فقال: «مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس».

  ثم قال: ثم أُغمِي فأفاق وقال كما قال أولاً فقالت عائشة: هو رجل أسيف، إذا قام ذلك المقام بكى فلو أمرت غيره؛ فقال: ثم أغمي عليه فأفاق ثم قال: «مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصلّ فإنكن صواحب يوسف –أو صواحبات يوسف -» فأُمِر بلال فأذن، وأُمر أبو بكر فصلى بالناس.

  ثم إن رسول الله ÷ وجد خفة فقال: «انظروا إلى من أتكئ عليه» فجاءت بريرة ورجل آخر فاتكأ عليهما؛ فلما رآه أبو بكر ذهب لينكص، فأومى إليه أن يثبت مكانه حتى قضى أبو بكر صلاته.

  هذا لفظ الحديث ولم نستقص فيه، وإنما نذكر جملة وزبدة.

  وذكر في الحديث الذي أنهاه إلى عبدالله بن زمعة بن الأسود، قال: لما اُستُعِر برسول الله ÷ وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة؛ فقال: «مروا من يصلي بالناس».

  قال عبدالله بن زمعة: فخرجت فإذا عمر بن الخطاب في الناس، وكان أبو بكر غائباً فقال: يا عمر قم فصل بالناس فقام فكبر وسمع رسول الله ÷ صوته، وكان عمر رجلاً مجهراً، فقال رسول الله ÷: «فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون»، قال: فبعث إلى أبي بكر بعدما صلى عمر تلك الصلاة وصلى بالناس.

  قال عبدالله بن زمعة: قال لي عمر: ويحك ما صنعت بي يا ابن زمعة والله ما ظننت حين أمرتني أن أصلي بالناس إلا أن رسول الله ÷ أمرك بذلك،