كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بطلان أخبار صلاة أبي بكر بالناس]

صفحة 401 - الجزء 4

  ولولا ذلك ما صليت بالناس، فقلت: والله ما أمرني رسول الله ÷ بذلك، ولكن حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة.

  والحديث الذي أنهاه إلى ابن شهاب عن أنس بن مالك، قال: لما مرض رسول الله ÷ مرضه الذي مات فيه، أتاه بلال فآذنه بالصلاة فقال له: «يا بلال ..» إلى قوله: «مروه فليصل بالناس».

  قال: فلما تقدم أبو بكر ليصلي كُشِفَت الستور عن رسول الله ÷ قال: فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء عليه خميصة سوداء، فظن أبو بكر أنه يريد الخروج فتأخر، فأشار إليه رسول الله ÷ أن مكانك، قال: فصلى أبو بكر؛ فما رأيت رسول الله ÷ حتى مات من يومه ذلك.

  وكذلك الحديث المنتهي إلى الزهري، قال: لما كان يوم الاثنين كشف النبي ÷ سترة الحجرة فرأى أبا بكر وهو يصلي بالناس، قال: فنظرنا إلى وجه رسول الله ÷ وكأنه ورقة المصحف وهو يتبسم قال: فكدنا نفتتن في صلاتنا فرحاً برؤية النبي ÷ قال: فأراد أبو بكر أن ينكص، قال: فأشار إليه أن كما أنت، قال: ثم أرخى الستر فَقُبِضَ من يومه.

  والحديث الذي أنهاه إلى أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال: مرض رسول الله ÷ فاشتد مرضه فقال: «مروا أبا بكر أن يصلي بالناس» فأتاه الرسول فقال له، فصلى بالناس حياة رسول الله ÷.

  والحديث عن أنس بن مالك، قال: آخر صلاة صلاها رسول الله ÷ مع القوم صلى في ثوب واحد متوشحاً خلف أبي بكر.

  والحديث الذي أنهاه إلى الحسن، قال: مرض رسول الله ÷ عشرة أيام وكان أبو بكر يصلي بالناس تسعة أيام، فلما كان في اليوم العاشر وجد رسول الله ÷ خفة؛ فخرج يتهادى بين الفضل بن العباس، وأسامة بن زيد؛ فصلى خلف أبي بكر قاعداً.