كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رواية أخرى للفقيه عن علي (ع) في شأن الشيخين مع حاشية عظيمة لصاحب التخريج]

صفحة 410 - الجزء 4


= وقال عمر لابن عباس: (أحراهم والله إن وليها أن يحملهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم لصاحبك) رواه ابن أبي الحديد، ورواه أحمد بن يحيى ثعلب.

وقد روى أبو بكر الجوهري بسنده إلى ابن عباس قال: (مر عمر بعلي وأنا معه، فمشيت مع عمر، فقال لي: يابن عباس أما والله إن صاحبك لأولى الناس بالأمر بعد رسول اللَّه ÷ الخ) تمت.

وروى الواقدي عن ابن عباس أن عثمان قال لعلي: (إن كنت تزعم أن هذا الأمر جعله رسول اللَّه ÷ لك، فقد رأيناك حين توفي نازعت ثم أقررت، فقال علي: أما عتيق وابن الخطاب فإن كانا أخذا ما جعله رسول اللَّه ÷ لي فأنت أعلم بذلك، والمسلمون إلخ)، انتهى باختصار.

وروى أبو بكر الأنباري في أماليه: (أن علياً جلس إلى عمر في المسجد، ثم قام فَعرَّض واحد بذكره ونسبه إلى التِيْه، فقال عمر: حق لمثله أن يتيه، والله لولا سيفه لما قام عمود الإسلام، وهو بعد أقضى الأمة، وذو سابقتها، وذو شرفها. فقال ذلك القائل: فما منعكم عنه، قال: كرهناه على حداثة السن، وحبه بني عبد المطلب) انتهى. رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج.

فأنظر إلى هذا الإعتذار البارد!

وروى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني قال: أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: حدثني عمر بن شبة عن هارون بن عمرو، عن أيوب بن سويد عن يحيى بن زياد، عن عمرو بن عبد اللَّه الليثي قال قال عمر بن الخطاب لابن عباس: (إن أول من أزالكم عن هذا الأمر أبو بكر، إن قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة، والنبوة)، قاله ابن أبي الحديد.

وروى الزبير بن بكار بسنده إلى ابن عباس قال عثمان: (إنما أفنى من أعظم الداء الذي ينصب نفسه لرأس الأمر، وهو على زعمك، ولقد علمتُ أن الأمر لكم، ولكن قومكم دفعوكم عنه واختزلوه دونكم الخ) ذكره في شرح النهج.

وروى الزبير أيضا عن ابن عباس (أن عثمان شكا علياً فسمعه عمار فقال: رب مظلوم عاقل، وظالم متجاهل قال عثمان: أما إنك من شنائنا وأتباعهم، قال عمار: والله ما أعتذر من حبي علياً إني لازمٌ حجةً، ومقيم على سنة).

وقال عثمان للعباس، وقد شكا لديه علياً: (يابني المطلب إن كان لكم حق تزعمون أنكم غلبتم عليه فقد تركتموه في يَدَي مَنْ فَعَلَ ذلك بكم، الخ) انتهى من شرح النهج.

وروى عوانة في كتاب الشورى عن الشعبي قال: (دخل علي على عثمان، وعنده جماعة من الناس منهم أهل الشورى، وقدكان بلغه منهم هَنَاتٍ وقوارص فقال لهم: أفيكم أفيكم ... كل ذلك، يقولون: لا، قال: لكني أخبركم عن أنفسكم، أما أنت يا عثمان ففررت يوم حنين، وتوليت يوم التقى الجمعان. وأما أنت يا طلحة فقلت لئن مات محمد لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض ... الخ. وأما أنت يا عبد الرحمن: فصاحب قراريط. وأما أنت يا سعد فتدق أن تذكر، قال ثم خرج، فقال عثمان: أما كان =