[مواقف علي (ع) وأصحابه مع عثمان]
= وروى عوانة بسنده عن الشعبي عن شقيق بن مسلمة: (أن علي بن أبي طالب لما انصرف إلى رحله قال لبني أبيه: يا بني عبد المطلب إن قومكم عادوكم بعد وفاة النبي ÷ كعداوتهم النبي ÷ في حياته، وإن تطع قومكم لا تؤمَّروا أبداً، والله لا ينيب هؤلاء إلى الحق إلا بالسيف.
قال: وعبد اللَّه بن عمر داخل اليهم قد سمع الكلام، فقال: ياأبا الحسن أتريد أن تضرب بعضهم ببعض، فقال: اسكت ويحك فوالله لولا أبوك وما ركب مِنَّي قديماً، وحديثاً ما نازعني ابن عفان ولا ابن عوف).
وما رواه أبو بكر عن ابن سويد من قول المقداد روى نحوه عوانة عن الشعبي عن عبد الرحمن بن جندب بن عبد اللَّه الأزدي عن أبيه، وفيه قال المقداد لابن عوف: (أما والله لقد تركت رجلاً من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون، أما والله لو أن لي على قريش أعواناً لقاتلتهم قتالي إياهم يوم بدر وأحد). فقال عبد الرحمن: أخاف أن تكون صاحب فتنه وفرقه. قال المقداد: إن من دعا إلى الحق وأهله وولاة الأمر لا يكون صاحب فتنة، ولكن من أقحم الناس في الباطل وآثر الهوى على الحق فذلك صاحب الفتنة والفرقة، قال: فتربد وجه عبدالرحمن ثم انصرف المقداد. قال جندب: فاتبعته وقلت: يا عبد اللَّه أنا من أعوانك، فقال: إن هذا لا يغني فيه الرجلان ولا الثلاثة، قال: فدخلت على علي فقلت: والله ما أصاب قومك بصرف هذا الأمر عنك، فقال: صبر جميل والله المستعان، قلت: والله إنك لصبور، قال: فما أصنع؟! قلت: إني جلست إلى المقداد، وحكى ما جرى بينه وبينه، فقال علي: صدق فما أصنع؟ قلت: تقوم في الناس إلخ). وقد مر هذا من رواية أبي مخنف في حاشية الجزء الثالث، تمت شرح نهج البلاغة. وقول المقداد: (لو أجد أعواناً على قريش لقاتلتهم قتالي إياهم ببدر) رواه المسعوودي في مروج الذهب، وذكر محاورته لابن عوف تمت إقبال. ورواه الطبري في تاريخه.
وقد تقدمت الروايات المفيدة أنه [أي أمير المؤمنين علي #] استنجد واستصرخ، وتظلم كما ذكره ابن أبي الحديد، وقال: رواه كثير من المحدثين. وفي بعضها: كان يرسل فاطمة إلى الأنصار ليلاً فلذا قال: لعدم الناصر لَمَّا حثه أبو سفيان على النهوض: (أفلح من نهض بجناح أو استسلم فأراح).
وقال: (لو كان لي أربعون ذووا عزم ... إلخ).
وقال: (فلم أر لي ناصراً إلا أهل بيتي، فظننت بهم عن الموت ... إلخ) فتأمل.
قال عمر لابن عباس: (ما أرى صاحبك إلا مظلوماً قال، قلت: فاردد اليه ظلامته، فمضى يهمهم ثم وقف ثم قال: يا ابن عباس ما أظنهم منعهم عنه إلا أنه استصغره قومه، قال: فقلت: والله ما استصغره اللَّه ورسوله حين أمره أن يأخذ براءة من صاحبك، فَأَعْرَضَ عني الخ). رواه الزبير بن بكار في كتاب الموقفيات عن ابن عباس، ورواه أبو بكر الجوهري بإسناد رفعه إلى ابن عباس، تمت.
قال عثمان لابن عباس: (لقد علمت أن الأمر لكم، ولكن قومكم دفعوكم عنه الخ، فأجاب ابن عباس: (فأما صرف قومنا عنا الأمر فعن حسد قد والله عَرفْتَهُ، وبَغْيٍ قد والله علمتَه) رواه الزبير بن بكار، =