كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رواية البراء لما جرى بعد موت النبي ÷]

صفحة 414 - الجزء 4


= وإن يكن حقنا لم نرض ببعضه دون بعض. وأما قول هذا: أروم صرفك عما دخلت فيه، ولكن للحجة نصيبها من البيان. وأما قولك: إن رسول اللَّه ÷ منا ومنكم، فإن رسول اللَّه ÷ من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها، وأما قولك يا عمر: إنك تخاف الناس علينا، فهذا الذي قدمتموه أول ذلك، وبالله المستعان) انتهى.

وهذا الخبر [نحو] مارواه أبو بكر الجوهري بإسناده إلى أبي سعيد الخدري عن البراء بن عازب، وفيه زيادة تمت.

قال ابن أبي الحديد: ما أصحه من سند عن عبدالمطلب، تمت. في جوابه عن علي # على كتاب معاوية المشتمل على رمي علي بالأباطيل: (وأما قوله [أي معاوية] إلتويت على أبي بكر وعمر، وقعدت عنهما، وحاولت الخلاف بعد رسول اللَّه ÷. فإن علياً لم يكن يجحد ذلك ولا ينكره، ولا ريب أنه كان يدعي الأمر بعد وفاة رسول اللَّه ÷ لنفسه على الجملة، إما لنص كما تقوله الشيعة، او لأمر آخر كما يقوله أصحابنا. فأما قوله [أي قول معاوية لعنه الله]: لو وليتها حينئذٍ لفسد الأمر، واضطرب الإسلام، فهذا علم غيب لا يعلمه إلا اللَّه، ولعله لو وليها حينئذٍ لاستقام الأمر وصلح الإسلام وتمهد، فإنه ما وقع الاضطراب عند ولايته بعد عثمان إلا لأن أمره هان عندهم بتأخره عن الخلافة، وتقدم غيره عليه، فصغر شأنه في النفوس، وقَرَّرَ مَنْ تَقَدَّمَهُ في قلوب الناس أنه لا يصلح لها كل الصلاحية، والناس على ما يحصل في نفوسهم، ولو كان وليها ابتداءً، وهو على تلك الجلالة [الحالة (نخ)] التي كان عليها أيام حياة رسول اللَّه ÷، وتلك المنزلة الرفيعة، والإختصاص الذي كان له، لكان الأمر غير الذي رأيناه عند ولا يته بعد عثمان) انتهى كلام ابن أبي الحديد [شرح النهج المجلد التاسع ط (١) ص (١٧٩)].

مع أنه لا يزال يتأول للمشايخ ويتمعذر لهم حتى بمثل هذا الذي أجاب عنه، ونسي أن أصله معاوية اللعين، فقد أجاب على نفسه بنفسه، ولم يحمله الهوى على دعوى أن علياً سارع إلى البيعة راضياً بل قرر [يعني قرره بقوله: رواه كثير من المحدثين، وبقوله هنا: إن علياً لا ينكر ما نسبه إليه معاوية من الالتواء والتقاعد عمن تقدمه ومحاولة الخلافة لنفسه ... إلخ ما قاله فيه معاوية، واقرار ابن أبي الحديد أنه لا ينكر ذلك وراجع كتاب معاوية وجوابه في شرحه. أفاده المؤلف |] أنه تلكأ وتظلم، واستصرخ، واستنجد، وقد نقلنا كلامه في حاشية الجزء الثالث فراجعه.

قال عمر لابن عباس: (كيف خَلَّفْتَ ابن عمك يعني علياً؟ قال: خلفته يمتح بالغرب على نخيلات يقرأ القرآن، قال: يا عبدالله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شئ من أمر الخلافة؟ قلت: نعم، قال: أيزعم أن رسول اللَّه ÷ نص عليه؟ قال: قلت: نعم، وأزيدك سألت أبي عما يدعيه فقال: صدق. فقال عمر: لقد كان من رسول الله ÷ في أمره ذروٌ من قول لا يثبت حجة، ولا يقطع عذراً، ولقد كان يرتع في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك =