كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام جميل في ذكر أهل البيت (ع) وشيعتهم]

صفحة 433 - الجزء 4

  فهذا رسول الله ÷ قد أخبر، وهو لا يخبر إلا بالحق أن عند كل بدعة تكون من بعده يكاد بها الإسلام، و (كل) من ألفاظ العموم، وقد بينا له أهل البيت المطهرين المستحفظين من هم؟ وأنهم أهل الكساء بما رويناه من الصحاح وغيرها؛ لئلا يهرب إلى صاحب بني العباس على جاري عادته قال: هو الإمام، وقد رضي طريقته أكثر الناس! ولم يعلم أن أكثر الناس غير مرضي الطريقة، ولا مُؤْمِن على الحقيقة كما قال سبحانه: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ١٠٣}⁣[يوسف]، ولسنا ننكر كونه إماماً، ولكن في غير أمور الدين والعلم؛ لأن القوم تشاغلوا عن ذلك بغيره، وتركوا العلم لأهله من الذرية النبوية.

  فأما طعن الفقيه وذمه فهو لا يخرج العلم عن بابه؛ لأن المعترضين على أبينا رسول الله ÷ من أهل الكتاب قد جعلوا ما نزل عليه به الروح الأمين كذباً واختلاقاً كما قال الفقيه في روايتنا، فلم يقدح ذلك فيما جاء من عند الله، فكيف بما روينا عن أبينا رسول الله ÷،

  لَنْ يَبْلُغوا مدحَ النَّبِي وآلهِ ... قَوْمٌ إذا مَا بِالْمَدَائِحِ فَاهُوا

  رَجُلٌ يقولُ إذا تَحَدَّثَ قال لِي ... جِبْريل أرْسَلَنِي إليكَ اللهُ

  وقد أجيبت دعوة أبينا إبراهيم # في غير الفقيه وأشباهه من المسلمين، ففيهم قوم يرون الموت دوننا سعادة والحياة شقاوة⁣(⁣١)، ولو ضربوا على أعناقهم


= بن عبدالله الوزير |.

ورواه في جواهر العقدين، وقال أخرجه أحمد في المناقب، وهو في أمالي أبي طالب تمت من الدلائل للعلامة علي بن عبد اللَّه بن القاسم #.

ورواه علي بن الحسين في (نهج الرشاد) بسنده إلى المحب أحمد بن عبد اللَّه الطبري بسنده إلى الملا بسنده إلى عبدالله، وروى بسنده إلى الحاكم أبي سعيد مثله.

(١) قال ¥ في التعليق: هذا وإن لم يحصل المقصود من نصرتهم لخذلان الأكثر من الأمة، فإنه بانطواء قلوبهم على نصر آل محمد ÷، والقيام بحقهم يكونون من الشهداء. قال باب مدينة العلم، وباب الحكمة، والناطق بلسان نبي الرحمة لأصحابه: (ولا تستعجلوا بما لم يعجله اللَّه لكم؛ فإنه من =