[كلام جميل في ذكر أهل البيت (ع) وشيعتهم]
  بالسيوف لم يزدادوا لنا إلا حباً؛ لأن إبراهيم # قال: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}[إبراهيم: ٣٧]، فهوت إلينا أفئدتهم، فلم يكن فؤاد الفقيه ولا من شابهه منها، والدعوة مجابة، فكفاه غيره حِفْظَ ما أهمله، وتصديق ما كَذَّبَه، ورَعي ما ضيعه.
  فلو كان من القوم لأحبنا لحب رسول الله ÷، وجعل مكان التكذيب تصديقاً، والتشكيك تحقيقاً، وعلم أنا الموكلون بإعلان الحق وتنويره، وحماية الدين وتطهيره.
  وروينا بالإسناد إلى السيد أبي طالب # وقد ذكرناه بطوله فيما تقدم، قال: أخبرنا أبو العباس الحسني | قال: حدثنا عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدثني
= مات منكم على فراشه، وهو على معرفة حق ربه، وحق رسوله وأهل بيته؛ مات شهيداً، ووقع أجره على اللَّه، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النية مقام إصلاته لسيفه) انتهى المراد، وهذه بشارة للشيعة تمت.
وأخرج الكنجي عن أبي ذر قال: قال رسول اللَّه ÷: «يرد على الحوض راية علي أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، وأقول ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون تبعنا الأكبر وصدقناه، ووازرنا الأصغر ونصرناه، وقاتلنا معه، فأقول: رِدُوا مروين، فيشربون شربة لا يظمئون بعدها، وجه إمامهم كالشمس الطالعة، ووجوههم كالقمر المنير ليلة البدر، وكأضوأ نجم في السماء» انتهى [كفاية الطالب (ص ٦٧) وقال في هامشه: مجمع الزوائد (٩/ ١٣١) وكنوز الحقائق (ص ١٨٨) والاستيعاب (٢/ ٤٥٧) ومستدرك الصحيحين (٣/ ١٣٦) وفيه: أخرجه ابن أبي شيبة ورجاله ثقات. انتهى].
وقد مر رواية الحاكم لخبر الرايات الثلاث في حاشية الجزء الثالث، وهو شاهد تمت.
وقد أخرجه ابن حبان بطريق متصل بالمسعودي كما أن طريق الكنجي متصلة بالمسعودي أيضاً، وهو [أي سند الحديث]: عبداللَّه بن عبد الملك، عن الحارث بن حظيرة عن صخر بن الحكم الفزاري، عن حبان بن الحارث الأزدي، عن الربيع بن جميل الضبي، عن مالك بن ضميرة الرواسي، عن أبي ذر.
قال المنحرف ابن الجوزي: موضوع بإسناد مظلم.
فلعل الظُّلْمَة سرت عليه من حيث أن في رجال سنده شيعة لآل محمد ÷ كالمسعودي وابن حظيرة، وابن ضميرة؛ فترك اللَّه ابن الجوزي وأضرابه في ظلمات لا يبصرون تمت.