[كلام جميل في ذكر أهل البيت (ع) وشيعتهم]
  أبو صالح أحمد بن يوسف، قال: حدثنا نصر بن حماد قال: سمعت شعبة يقول حيث ظهر إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن $ قال: قال رسول الله ÷: «مثل أهل بيتي في أمتي مثل النجوم، كلما أفل نجم طلع نجم، فهم نجوم الهدى وغيوث الجدى، لا ينظر إلى أنوارهم ولا يرصد مطالعهم إلا من كان لهم موالياً ولأعدائهم قالياً».
  فأما من كان لهم معادياً ولأعدائهم موالياً، فإنه يذهب إلى ما ذهب إليه الفقيه، وحكى عن أهل مقالته أنهم لا يقبلون شيئاً مما روينا أبداً، وذلك معلوم من حاله وحال من حذا حذوه من أمثاله فقال تعالى حاكياً عنهم: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ٢٦}[فصلت].
  وقال تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ٤١ إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ٤٢ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ٤٣ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ٤٤}[الفرقان].
  وقال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ٥٠}[الفرقان].
  وأما قوله [أي الفقيه]: إنه(١) يشهد لنفسه، وشهادة المرء لنفسه غير مقبولة - فهذا خروج عن سنن الإسلام وسبيل أهله؛ لأن المعلوم أن الأخبار مقبولة ممن رواها إذا كان عدلاً، كانت لنفسه أم لغيره، ولم يرو الآثار في الإسلام إلا المسلمون، فهل كان لأهل الكتب عليهم حجة بقولهم: أنتم تشهدون لأنفسكم فلا تقبل روايتكم، فتكون الحجة للنصارى واليهود والمجوس على المسلمين
(١) أي الإمام عبدالله #.